strong>محمد بدير
صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على إقامة مدينة للثكن والمنشآت العسكرية في النقب تجمع داخلها عدداً من المعسكرات المنتشرة وسط إسرائيل، التي ستُنقل إلى المدينة الجديدة.
وقدرت تقارير إسرائيلية الفترة التي سيستغرقها بناء «مدينة قواعد التوجيه» بنحو أربع سنوات، بحيث يكون موعد افتتاحها عام 2011. وستبلغ مساحة المدينة العسكرية، التي ستكون الأكبر في إسرائيل، 1250 دونماً، وستشمل نحو 250 ألف متر مربع من البناء. وستُركّز في المدينة نحو عشر قواعد عسكرية مختلفة الاختصاصات تتسع لـ11 ألف جندي نظامي يخضعون سنوياً لمئات الدورات العسكرية.
وكانت المؤسسة الأمنية في إسرائيل قد بدأت بالتخطيط للمدينة المذكورة منذ سنوات، واقترحت تسميتها باسم رئيس الحكومة السابق أرييل شارون.
وستكون للمدينة العسكرية بنى تحتية كاملة تشمل محطة للقطارات ومستشفيثات ومراكز ترفيهية وتجارية ومنشآت رياضية، إضافة إلى مصلحة بريد ودائرة شرطة ومصارف.
ومن المتوقع أن تقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية وشعبة الميزانيات في وزارة المالية بالتوصل إلى اتفاق بشأن توفير الموارد المالية للخطة المذكورة، التي تصل تكلفتها إلى أكثر من 3 مليارات شيكل (700 مليون دولار). ويتوقع أن يكون المصدر الأساسي للتمويل «بيع أراضي الدولة في تسيريفين (صرفند)»، حيث تتركز غالبية القواعد العسكرية التي ستنتقل إلى المدينة الجديدة. وتشير التقديرات إلى أن ذلك سيتيح تمويل 70 في المئة من التكاليف.
وتشمل الخطة أيضاً، إضافة إلى بناء المدينة العسكرية، نقل إحدى قواعد سلاح الجو إلى منطقة «نباطيم» قرب قرية «عراد» البدوية، ونقل وحدات مركزية تابعة للاستخبارات العسكرية (أمان) إلى منطقة بئر السبع. ويثير المشروع انتقادات أنصار البيئة لكون المكان المقرر لبناء المدينة قريباً من منطقة «رمات حفويف» البالغة التلوث نظراً لوجود شركات صناعية كبرى فيها.
ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أن إقرار إنشاء المدينة العسكرية لحظة تاريخية تنطوي على «بشرى لأهل بئر السبع والنقب عموماً... وسيغير الوضع تماماً في صحراء النقب»، لأنه سيؤمّن آلاف الوظائف وسيجذب «المزيد من السكان...مما سيعطي دفعاً جديداً للمنطقة».
ويشير تصريح أولمرت إلى كون بناء المدينة العسكرية يدخل في إطار ما يسمى «خطة تطوير الجليل والنقب»، وهي خطة عشرية صادقت عليها حكومة شارون وتقدر كفلتها بـ 17 مليار شيكل.