مهدي السيد
جهدت إسرائيل أمس في إرسال رسائل طمأنة إلى السوريين في أعقاب تقدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن حزب الله وسوريا وإيران يستعدون لحرب في الصيف المقبل تبادر إليها الولايات المتحدة.
وأفرد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت حيزاً في مؤتمرة الصحافي المشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإرسال رسالة تهدئة وطمأنة إلى سوريا من أن إسرائيل لا تنوي شن حرب ضدها. وقال «سمعت استعراض (شعبة الاستخبارات العسكرية) أمان في جلسة الحكومة (أول من أمس) وأعلم بالأنباء والتصريحات الصادرة عن مسؤولين إيرانيين وتوقعاتهم بأن الولايات المتحدة ستشن حرباً في الصيف المقبل»، مضيفاً «إنها شائعات عبثية وآمل ألّا يعمل أحد وفقاً للشائعات، ذلك أن إسرائيل لا تنوي مهاجمة أحد، وكل ذلك مجرد شائعات من دون أساس، فإسرائيل لا تخطط لشن هجوم على سوريا، ولا تنسق مع الولايات المتحدة لشن هجوم ضد ايران».
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس أن أولمرت قام في الأسبوع الماضي بزيارة تفقد لقوات الجيش الإسرائيلي في الشمال «واستمع إلى تقارير وتقديرات تتعلق بخطأ في الحسابات (من جانب سوريا) فقرر أن يعطي طابعاً علنياً للمخاوف المتعلقة باحتمال تدهور الوضع مع السوريين والتشديد على أن إسرائيل لا تنسق مع الولايات المتحدة لضرب إيران».
وخلافاً لتصريحات سابقة اعتاد أولمرت أن يطلقها لدى الحديث عن مفاوضات مع سوريا، قال أولمرت، في مقابلة خاصة مع موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الانترنت بمناسبة عيد الفصح لدى اليهود، «أنا رئيس حكومة، وأنا لا أتعاطى الشعارات، وأقول إن هناك فرقاً كبيراً بين التصريح لأي صحيفة سورية بأني مستعد للسلام وللدخول في مفاوضات، وبين خلق الظروف التي يمكن أن تضمن استثمار مسار كهذا».
وتابع أولمرت أن «الإسرائيليين أجروا مفاوضات لثلاث مرات مع السوريين في السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة، في عهد (رؤساء الحكومة السابقين) اسحاق رابين وايهود باراك وبنيامين نتنياهو، وفي المرات الثلاث فشل الأمر. كلهم كانوا مستعدين للتنازل عن كل هضبة الجولان، لكن الأمر فشل». وشدد على أن «المشكلة ليست فقط في التنازل الذي يريدونه من إسرائيل، وإنما أيضا في المقابل الذي ستحصل عليه إسرائيل، فكيف نعلم عندما نتوجه إلى هذه المغامرة أن هناك فرصة للوصول بالمفاوضات إلى مكان ما؟».
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أمس إنه «لا نية لدى إسرائيل بشن أي هجوم عسكري على لبنان أو سوريا». ونقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي عن بيرتس قوله، خلال جولة له على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، إن «جميع المحاولات لإشعال المنطقة هي محاولات يجب قطعها»، محذراً من «الوصول لوضع يتحول فيه التصعيد الكلامي إلى أزمة قد تتحول الى حرب حقيقية».
إلى ذلك، نقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها ان «رئيسة الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي ستنقل رسالة تهدئة من إسرائيل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، ونأمل أن يتم استيعاب الرسالة، الا أن السؤال هو: هل يبحث الأسد عن ذريعة للتمسك بها من أجل مهاجمة إسرائيل في الصيف، أو أن المسألة بالفعل تقدير خاطئ».
وأضافت الصحيفة إن «بيلوسي شددت مع محاوريها الإسرائيليين على ضرورة التحدث مع الأسد ووجوب عدم إغلاق الأبواب في وجهه، رغم أنها تعرف جيداً دعم سوريا للإرهاب وتعاونها مع إيران»، مشيرة إلى أنها ستعرض مع الأسد «شروط إسرائيل لاستئناف المفاوضات السياسية بين الدولتين».