محمد بدير
أظهرت معطيات نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن خمس عديد التشكيل الاحتياطي للوحدات الميدانية في الجيش الإسرائيلي يعاني فقدان الأهلية العسكرية المطلوبة لخوض عمليات قتالية، فيما تواجه القوات النظامية حالة «فقدان الخبرة».
وتكشفت الأبعاد الفعلية للظاهرة في أعقاب إطلاق حملة التدريبات المكثفة للوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي في تشرين الثاني من العام الماضي، إثر المستوى الفضائحي الذي كشف عنه أداء هذه القوات في عدوان تموز الماضي على لبنان. وكانت لجنة تحقيق عسكرية شُكلت بعد انتهاء العدوان، برئاسة الجنرال آفي مزراحي، للوقوف على واقع المنظومة الاحتياطية للجيش الإسرائيلي، وتحديد المشاكل التي تعانيها واقتراح توصيات لمعالجتها.
وأوصت اللجنة بتخصيص عشرة أيام على الأقل من فترة الخدمة الإلزامية السنوية لجنود الاحتياط، البالغة 28 يوماً، للتدريب وإعادة التأهيل. إلا أن إعطاء الأولوية لتدريب الوحدات النظامية هذا العام، وفقاً لخطة مكثفة، والحاجة إلى أن تشغل الوحدات الاحتياطية مكانها خلال فترات التدريب، أدت إلى تقليص المدة الموصى بتخصيصها لتدريب الاحتياط إلى خمسة أيام هذا العام، على أن تتم زيادتها إلى عشرة العام المقبل، تطبيقاً لتوصيات اللجنة.
ومع بدء التحاق الجنود بمعسكرات التدريب نهاية العام الماضي، تجمعت معطيات تشير إلى أن ما بين 15 إلى 20 في المئة من كتائب الاحتياط التابعة للتشكيلات القتالية تحتاج إلى تدريبات أولية تتعلق بآليات تفعيل كتيبة خلال الحرب.
وقالت الصحيفة إن هذه التدريبات تتجاوز مستوى إعادة التأهيل كما هو معتمد بالنسبة إلى جنود الاحتياط، وتشبه تلك المتبعة أثناء تشكيل وحدات جديدة، «ما يشير إلى عمق الإهمال لمنظومة الاحتياط القتالية في الأعوام الأخيرة».
ووصف مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي مشكلة الأهلية المتردية لأفراد الاحتياط بأنه «فجوة دورة ولاية كاملة في الجيش الإسرائيلي، أي أربع سنوات من الافتقار للخبرة» العسكرية.
وبحسب المعطيات، فإن المشكلة تتركز عند مستوى قيادة الوحدات القتالية، بدءاً من الوحدات الصغيرة، كالفصائل والسرايا، وصولاً إلى الوحدات الأكبر حجماً، كالكتائب والألوية. كما أنها تزداد حدة في وحدات المدرعات والمدفعية والهندسة، حيث يعاد تدريب الجنود على أمور مبدئية مثل استخدام الأسلحة والتأهيل الفردي وآليات عمل المجموعة العسكرية. وفي هذا الإطار، تبرز في وحدات المشاة مشاكل تتعلق بالحركة والاحتماء في أرض مفتوحة، فيما تخف حدة هذه المشكلة في المناطق المبنية، نتيجة النشاط العسكري الذي خاضوه خلال الانتفاضة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن المقرر أن يخضع خلال العام الجاري عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للتدريب في قاعدة «تسيليم» التابعة لسلاح البر جنوب إسرائيل، على أن يتم التركيز على أفراد الوحدات القتالية بحيث تعطى الأولوية لتدريبهم جميعاً هذا العام بمستويات مختلفة ومتفاوتة. وفي كل الأحوال سيعاد إخضاع الأفراد أنفسهم للتدريب العام المقبل بهدف إيصالهم إلى مستوى أداء معقول.
إلى ذلك، بينت معطيات لشعبة الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي انخفاض نسبة تجند الفلسطينيين البدو للجيش بمعدل 20 في المئة في العام الماضي قياساً إلى عام 2005. وبحسب بيانات الشعبة، فإن 390 بدوياً تطوعوا للخدمة النظامية عام 2006، في مقابل نحو 500 عام 2005. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن هناك قلقاً في أوساط الجيش لهذا الميل المتواصل لدى الشبان البدو، عازية أسبابه إلى تأثير الحركة الإسلامية التي تقنعهم بعدم التجند وتمارس ضغوطاً كبيرة على عائلاتهم تصل إلى حد النبذ.
ونقلت «يديعوت» عن رئيس الشعبة الاجتماعية ــــــ الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أفيغدور كهلاني، قوله إن هذا الانخفاض جاء نتيجة حرب لبنان الثانية.