strong>حيفا ـــ فراس خطيب
على الرغم من أنَّ الحكومة الاسرائيلية شجعت قدوم الإثيوبيين إلى إسرائيل، فإنَّ واقعهم فيها يزداد اسوداداً من عامٍ إلى آخر على المستويين الحكومي والجماهيري، فهم يعانون تمييزاً من المؤسسة الحاكمة عن طريق عدم منحهم الميزانيات اللازمة، حيث تسكن غالبيتهم في الأماكن الأكثر فقراً، اضافة إلى تعرضهم لتصرفات عنصرية من الاسرائيليين في الجامعات والشوارع، نتيجة لونهم، وهو ما يدفع بهم إلى رفع شعارات دائمة في احتجاجاتهم تتهم الدولة بـ «الابرتهايد» (الفصل العنصري في جنوب أفريقيا). وبحسب معطيات عام 2005، يصل عدد الإثيوبيين في اسرائيل إلى 106 آلاف، بينهم 33 ألفاً ولدوا في الدولة العبرية. ويكشف التقرير عن أنَّ الوضع الاجتماعي الاقتصادي للقادمين من إثيوبيا «صعب للغاية»: نسبة بطالة عالية، ورواتب منخفضة، وتحصيل علمي متدنٍ.
وكتب عالم الاجتماع في الجامعة العبرية ارنون ادليشتاين في صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس تعليقاً تحليلياً لأوضاع الإثيوبيين في إسرائيل، تحت عنوان «العنصرية انتصرت»، أشار في خلاله إلى أنَّ الاسرائيليين أعدّوا وثيقة مع بداية سنوات الثمانينيات، اقرّوا فيها بضرورة استيعاب الإثيوبيين في المناطق الاسرائيلية المزدهرة، خشية تكرار خطأ استيعاب القادمين من شمال افريقيا في عام 1950، مشيراً إلى أنَّ الوثيقة لم تترجم على أرض الواقع إطلاقاً وسكن الإثيوبيون في مناطق فقر مدقع، تعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة.
وأضاف ادليشتاين أن «جيل الآباء الإثيوبيين» وصل إلى إسرائيل من دون مؤهلات تتلاءم مع «مجتمع متحضر»، موضحاً أنَّ «العائلة الإثيوبية الكبيرة التي كانت مصدراً للدعم تفكّكت، والدخل منخفض، الأمر الذي أدى الى البطالة، والعنف داخل العائلة انتهى في كثير من الاحيان بجرائم قتل وانتحار». وأشار إلى أن «الاختلاف الثقافي» أثّر على تعامل المجتمع الاسرائيلي مع الإثيوبيين، وخصوصاً في استيعاب ابناء الشبيبة الاثيوبية.
ونشرت وسائل الإعلام العبرية خبراً أمس، مفاده أن محامية من أصل اثيوبي تعمل في احدى الجمعيات للدفاع عن الاثيوبيين، اعتلت إحدى الحافلات التابعة لشركة «ايغد» الحكومية، في مدينة رحوفوت (وسط اسرائيل)، حيث كانت شاهدة على كيفية تعامل سائق الحافلة مع مسنّة من اصل اثيوبي، بعدما تأخّرت قليلاً عن دفع الأجرة، حيث صرخ فيها السائق بأعلى صوته، وعندها اقتربت المحامية منه وعرّفت نفسها وطلبت تفاصيل شخصية، فصرخ فيها قائلاً: «هل تعرفين الكتابة والقراءة اصلاً؟».