علي حيدر
استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت قرار اللجنة الوزارية في القاهرة بإرسال مشروط لـ«فريق العمل العربي الموسع» إلى إسرائيل، بالتعبير عن الاستعداد للقاء به والبحث في المبادرة العربية، مكرراً موقف إسرائيل الرافض لعودة اللاجئين

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أنه ليس لدى إسرائيل أي شروط مسبقة بخصوص المبادرة العربية، لكن لديها موقف مسبق من حق العودة للاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه لن يضيع أي «فرصة من أجل صنع السلام مع أحد من أعدائنا».
وكشف أولمرت، خلال مثوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، عن أن الولايات المتحدة تسعى لعقد لقاء إقليمي تشارك فيه كلٌّ من السعودية وإسرائيل ضمن «لقاء العشرة» الذي يضم أعضاء اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) ومصر والأردن والمغرب والسلطة الفلسطينية. ورغم اعتباره أن الصيغة التي تلزم إسرائيل هي خريطة الطريق، أعرب أولمرت عن استعداده للجلوس مع السعوديين والحديث عن مبادرتهم، موضحاً أنه لا يرفض أو يقبل مسبقاً أي أمر.
ووصف الدول العربية المعتدلة بأنها محور مهم، مؤكداً أن تشكيله «نبع من نتائج الحرب الأخيرة على لبنان»، وشرح ذلك بالقول إن الدول العربية في أعقاب هذه الحرب «أدركت أن إسرائيل ليست الخطر الأول في الشرق الأوسط»، وأن التهديد الأساسي الذي يحدق بها هو «الإرهاب الراديكالي والأصولي».
ورأى أولمرت أنه في ضوء نظرة الدول العربية المعتدلة إلى إسرائيل بأنها «تحارب الجهات المتطرفة، يمكن اعتبار إسرائيل شريكاً محتمل، ونحن لنا مصلحة في تشجيع ذلك».
وتناول أولمرت خلفيات التحرك العربي الذي رأى أنه يهدف إلى «تشكيل غطاء سياسي مريح، يسهل عليهم الموضوع الفلسطيني، لذا يعملون على بلورة إجماع يقبل بوجود إسرائيل أمراً واقعاً»، مشدداً على أن «من الممنوع الاستخفاف بذلك». وأشار إلى أن السعودية هي الدولة الأكثر أهمية بهذا الخصوص، لكونها تملك «الصلاحيات العليا والقدرة في التأثير على الفلسطينيين»، موضحاً أنه «إذا كان لدى السعودية اهتمام للتأثير عليهم، فليس لدينا اهتمام لإحباط ذلك، بل على العكس يمكن المبادرة السعودية أن تشكل الأرضية الصالحة للمباحثات».
وبخصوص سوريا، أكد أولمرت أن ليس لدى إسرائيل أي نية بمهاجمتها، ونفى أيضاً أن يكون لدى إسرائيل أي معلومات عن نيات أميركية بمهاجمة دمشق في الصيف. وأشار إلى أن إسرائيل بعثت للسوريين برسالة عبر رئيسة الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي تفيد بأن ليس لدى إسرائيل أي نية لمهاجمة السوريين. لكنه أوضح أن السوريين «يستعدون على خط الحدود لمواجهة احتمال شن هجوم إسرائيلي، وأن إسرائيل اتخذت من جانبها خطوات حتى لا تُفاجَأ». وقال أولمرت إن تقديرات كل اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تفيد بأن السوريين لا يستعدون لشن هجوم على إسرائيل. وأضاف: «أنا ضد أولئك الذين قالوا خلال الحرب (على لبنان) إنه يجب مهاجمة سوريا، وأنا أيضاً ضد أولئك الذين يقولون إنه يجب الدخول معهم في مفاوضات»، معللاً ذلك بأنه يجب أن تنضج الظروف بشكل «إذا لم تنجح المفاوضات، لا يكون الضرر أكبر من الفائدة».
وتناول أولمرت، في هذا السياق، باستخفاف بارز كلام وزيارة الأميركي، السوري الأصل، إبراهيم سليمان، إلى إسرائيل، الذي شارك في اجتماع للجنة الخارجية والأمن. ورأى أنه «أقل قبولاً لدى السوريين من عزمي بشارة وأيضاً أقل زيارة لها منه».
لكن عضو الكنيست من كتلة الليكود، يسرائيل كاتس، عارضه في موقفه بالقول إن «السوريين يخططون في الصيف لشن هجوم إرهابي في هضبة الجولان، ويبنون تحصينات من أجل منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها خلال الهجوم»، وقال لأولمرت إن «عليك أن تُحذِّر الرئيس السوري وعدم طمأنته».
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي المقرب من أولمرت، لإذاعة الجيش، إن على إسرائيل «أن تكون دائماً مستعدة لمواجهة الأسوأ حتى لا تؤخذ على حين غرة كما حصل في عام 1973». وأضاف: «لكن المهم ألا تصدر من جانبنا تصريحات عدائية، لأن الأمر قد يخلق سوء فهم» لدى المسؤولين السوريين.
ووصف أولمرت قائمة الأسرى التي قدمها الفلسطينيون بأنها «مخيبة للآمال» انطلاقاً من كونها «تخلق توقعات لا يمكننا تلبيتها». وقال إن «إسرائيل لا تستطيع دفع كل ثمن يطلبه خاطفو جلعاد شاليط في مقابل الإفراج عنه».