دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات لوقف تهريب السلاح من سوريا الى حزب الله، وذلك لدى استقباله وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي شنّ هجوماً على دمشق.وطالب أولمرت المجتمع الدولي بـ«اتخاذ خطوات للتأكد من أن القرار 1701 سيُنفذ بشكل تام وتتوقف ظاهرة تهريب السلاح الى حزب الله»، محذراً في الوقت نفسه من الوقوع في حسابات خاطئة تدفع كلاً من سوريا وإسرائيل الى مواجهة لا يريدانها. وكرر ما قاله في جلسة لجنة الخارجية والأمن من ان إسرائيل لا تنوي مهاجمة سوريا.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان أولمرت وغيتس لفتا الى أن الشرق الأوسط يشهد تغيرات استراتيجية، معتبرين أن هناك «دولاً عربية معتدلة» تستعد لمواجهة الإسلام المتطرف، الذي وصفاه بأنه يمثل «الخطر الراهن والأساسي على استقرار الشرق الأوسط». واعتبر أولمرت أن لهذه «التغييرات» تأثيراً كبيراً في «الرغبة في التوصل إلى سلام مع إسرائيل وفي إمكانية دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
أما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فقالت من جهتها، في سياق لقائها مع غيتس، إن الموضوع الفلسطيني يجب أن يتقدم في مسار ثنائي، وأن في إمكان الدول العربية مساندة هذا المسار من خلال عرض المزيد من المرونة لتسهل على إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت ان «الدول العربية المعتدلة التي ليس لها علاقة بإسرائيل، تستطيع بالذات أن تكون شريكة منذ الخطوة الأولى بدلاً من عرض الشروط». وحذرت من ان «مواصلة تهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة ستؤدي إلى لبننة القطاع، وعندها سيصعب التوصل إلى تسوية في المستقبل».
وقالت إنه إذا لم يُظهر العالم حزماً في صراعه ضد طهران، فـ«من الممكن أن يؤدي بالدول التي تقع تحت التهديد الإيراني إلى تفسير ذلك ضعفاً، فتسعى للمصالحة مع إيران». وبعد لقائه غيتس، أوضح وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بيرتس أن عام 2007 سيكون مصيرياً بالنسبة إلى إحباط البرامج النووية الإيرانية.
أما غيتس فاعتبر من جهته، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بيرتس، أن الطريق الأصوب لمواجهة البرنامج النووي الإيراني هو مسار المفاوضات. وقال إن «هذا الأمر لا يتم في ليلة وضحاها، لكن يبدو لي جلياً أن المسار المفضّل هو المسار الدبلوماسي، وخصوصاً بسبب الجبهة الموحدة للمجتمع الدولي في هذه النقطة». ونفى غيتس أيضاً تقارير إعلامية إسرائيلية ذكرت ان مسؤولين إسرائيليين طلبوا منه بحث القيام بعمل عسكري مشترك ضد إيران، مضيفاً أن «لديّ الانطباع بأنهم في هذه المرحلة يشعرون بالرضا إزاء السماح للعملية الدبلوماسية بالمضي قدماً».
وهاجم وزير الدفاع الأميركي دمشق قائلاً «على رغم أنه توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا إلا أن ذلك لا يعني الرضا عما تقوم به». وعبّر عن «قلق الولايات المتحدة من قيام سوريا بإمداد حزب الله بالأسلحة، علاوة على عدم قيامها بإغلاق حدودها مع العراق لمنع دخول مقاتلين إلى العراق». وتهرّب غيتس من الإجابة عن سؤال أحد الصحافيين عما إذا كانت الولايات المتحدة خاب أملها من نتائج حرب لبنان الثانية، وقال «لا أستطيع الإجابة عن السؤال لأني لم أكن وزيراً للدفاع في تلك الفترة».
وفي ما يتعلق بقضية صفقة الأسلحة الى السعودية، عبّر بيرتس عن ثقته بأن واشنطن ستتوصل الى حل، فيما قال غيتس «ليس لديّ شك في أن التفاهم الاستراتيجي القائم بين الولايات المتحدة واسرائيل سيكون في نهاية الأمر العامل الحاسم»، وأشار ضمناً الى ضرورة إتمام الصفقة بالقول «إنني واثق من أن الروس سيكونون سعداء للغاية ببيع أسلحة للمنطقة وربما كان هناك آخرون أيضاً».