علي حيدر
نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن الملك الأردني عبد الله الثاني دعوته إلى دراسة إمكان تقديم تعويضات للاجئين الفلسطينيين بدلاً من تطبيق حق العودة، وتأكيده أن إسرائيل والدول العربية تواجه المشكلة ذاتها والأعداء أنفسهم، وتحذيره من وصول إيران إلى نهر الأردن


رأى الملك الأردني عبد الله الثاني أن قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست «مشكلة إسرائيل وحدها، بل مشكلة الدول العربية أيضاً»، وذلك بحسب «هآرتس»، التي نقلت عن أعضاءوفد برلماني إسرائيلي التقوا به قولهم إنه يرى أن مبادرة السلام العربية ليست خطة بل «نقاط للبحث» وأن أي اتفاق بين إسرائيل والعرب سيكون بالتفاهم وللدولة العبرية حق «الفيتو» على أي شيء.
ورد عبد الله، بحسب الصحيفة نفسها، على سؤال وجهه له عضو الكنيست رؤوبين ريفلين حول تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أكد فيها أن على إسرائيل أن تأخذ المبادرة العربية كلها أو تتركها كلها، بالقول: «اتركوه لي... إننا نواجه المصيبة ذاتها والمشكلة ذاتها والأعداء أنفسهم». عبارة كررها مرات عديدة، بحسب أعضاء الوفد الذين أوضحوا أنه أشار إلى حزب الله و«حماس» وإيران. وشدد عبد الله على أنه «لا يتحدث باسم الأردن فحسب، بل باسم دول عديدة. وسأل أعضاء الكنيست: ماذا تريدون، أن تصل إيران الى نهر الأردن؟».
وقال ريفلين، بعد اللقاء: «لمست انفتاحاً أردنياً لا يتردد في انتقاد المسلمين المتطرفين»، فيما قال عضو الكنيست شلوموبرزنيتس إن «الأسلوب والشجاعة العلنية هما أمر جديد».
ودعا عبد الله، من جهة أخرى، إسرائيل إلى «تبني المبادرة العربية أساساً للمفاوضات مع الفلسطينيين وعدم إهدار فرصة الاعتراف بها من كل دول المنطقة». وأضاف: «إنني قلق على الأجيال المقبلة، وثمة فرصة غير عادية وقد أخذت على نفسي التأثير على الشعب في إسرائيل».
وتابع عبد الله، وفقاً لـ«هآرتس»: «ربما بدلاً من الحديث عن حق العودة ينبغي الحديث عن حق التعويضات، وهذه المسألة ليست مشكلة إسرائيل فقط، لكن أيضاً مشكلة الدول العربية الغنية».
وذكرت صحيفة «معاريف» أن الملك يعتزم زيارة إسرائيل بعد ثلاثة أسابيع للقاء رئيس الوزراء إيهود أولمرت. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أولمرت وجه الدعوة إلى الملك الأردني خلال اتصال هاتفي الأربعاء الماضي. وأشارت إلى أن عبد الله سيمضي يومين في إسرائيل ويعتزم خلالها إلقاء خطاب أمام الكنيست.
وأكدت المتحدثة باسم أولمرت، ميري إيسين، أنه وجَّه دعوة إلى الملك الأردني لزيارة إسرائيل خلال اتصالهما الهاتفي.
كذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في الديوان الملكي الأردني قوله إن رئيسة البرلمان الإسرائيلي داليا ايتسيك «وجهت دعوة» إلى عبد الله الثاني لزيارة إسرائيل، «إلا أنه لم يحدد موعداً لهذه الزيارة». وأكد المسؤول أن الملك «مستعد لأي جهد يخدم تطبيق مبادرة السلام العربية والقضية الفلسطينية من أجل حل عادل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وإحلال سلام شامل». ولم يوضح المسؤول إذا ما كان الملك عبد الله قد قرر القيام بزيارة إلى إسرائيل أو لا. وكانت رئيسة الكنيست، وقائمة بأعمال رئيس الدولة، داليا ايتسيك قد زارت الأردن أول من أمس على رأس وفد من أعضاء الكنيست، بينهم رئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي، وستة أعضاء آخرون.
وذكر أعضاء الكنيست أنهم كوَّنوا انطباعاً بأن الملك أراد التوجه من خلالهم إلى الإسرائيليين عبر دعوتهم إلى زيارة الأردن. وعبَّر الأعضاء أنفسهم عن ثقتهم بخلفيات الدعوة، لكنهم أشاروا إلى أن مطالبته بالتنازل عن جدار الفصل وإقامة دولة فلسطينية كخطوة أولى هي ثمن كبير جداً.


«علاقة مباشرة»
أكدت رئيسة البرلمان الإسرائيلي داليا ايتسيك للملك عبد الله الثاني «الأهمية الكبيرة التي كانت للعلاقة المباشرة بين الملك الراحل حسين والشعب الإسرائيلي في تحقيق السلام بين الدولتين». وأوضحت له أن عليه التوجه مباشرة إلى الجمــــــــــهور الإسرائيلي وإقناعه بأن هناك فرصة حقيقية للسلام، لكن الملك لم يُجب.