حيفا ـــ فراس خطيب
تدخل استقالة رئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي عزمي بشارة حيّز التنفيذ غداً الثلاثاء الساعة الثانية عشرة ظهراً. وبحسب القانون الاسرائيلي، يحل مكان بشارة المرشح الرابع في قائمة التجمع، عضو المكتب السياسي المحامي سعيد نفاع.
وقال نفاع، لـ «الأخبار» أمس، إن استقالة بشارة «ليست أمراً عادياً»، موضحاً أنَّها «حدث تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة لكون بشارة سياسياً ومفكراً كبيراً وغيّر الخطاب السياسي البرلماني». وأضاف أنَّ «هذا يأتي باعتراف، ليس باعتراف من يحب بشارة ويؤيده فقط، بل من كان ضده ايضاً».
وقال نفاع إن استقالة بشارة متوقعة وقدمها إلى المكتب السياسي منذ أيلول الماضي لكنها «تأتي استثنائية في هذه الاوضاع». وأوضح انه يدخل الكنيست «في فترة عصيبة سياسياً يتعرض لها النواب العرب إلى هجمة عنصرية شرسة في ضوء حرب لبنان إضافة إلى الفساد المستشري في المؤسسة الاسرائيلية».
وأوضح نفاع أنَّ أجهزة الامن «تتعامل مع فلسطينيي 48 على أنهم أعداء»، مشيراً إلى أن القضية لا تقتصر فقط على عزمي بشارة بل أيضاً «كل الفلسطينيين في الداخل».
سعيد نفاع، هو عربي درزي، أب لتسعة أولاد، يسكن القرية الدرزية بيت جن. ولد في عام 1953، وسجن عندما أنهى المدرسة الثانوية في أعقاب رفضه الانصياع لقانون الخدمة العسكرية. ورفض ابناء سعيد الأربعة الخدمة العسكرية، وسجنوا جميعاً.
ورأى قياديو فلسطينيي 48 خبر استقالة بشارة «خسارة مؤسفة». وقال رئيس الحركة الاسلامية ـــ الشق الجنوبي ـــ الشيخ ابراهيم صرصور، لـ «الأخبار»، إنَّه تمنى أن يظل عزمي بشارة في الكنيست. وأضاف أن «بشارة كان من فرسان العمل السياسي والبرلماني والفكري». وأوضح «سنبقى إلى جانب بشارة لمواجهة التهم الموجهة اليه التي سيكون لها صدى عارم في الوسط العربي لأنها ليست قضية بشارة وحده، بل هي قضية الاقلية».
وقال النائب جمال زحالقة لـ «الأخبار»، إنَّ استقالة بشارة «لا تعني توقفه عن العمل السياسي». وأوضح ان بشارة «يقف على رأس هرم التجمع الوطني الديموقراطي والتجمع له جذور ايضاً. ونحن توقعنا الاستقالة ومستعدّون لها».
وأضاف زحالقة أنّ التجمع الوطني على اتصال وتنسيق مع القوى السياسية العربية لبحث امكان مواجهة التحريض والملاحقة السياسية والتحقيق مع بشارة. وأوضح أنَّ بشارة يتعرض لمحاولة تصفية سياسية، مشيراً إلى أن الحزب «واجه التحديات دائماً وكان يخرج منتصراً أيضاً».