أعلن «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» وحلفاؤه إطلاق 3 معارك في ريف إدلب الجنوبي وريف حماه الغربي. وتهدف المعارك الثلاث إلى السيطرة على مناطق انتشار الجيش السوري، وقطع خطوط الإمداد عنه، لأجل وقف تقدّمه نحو مدينة إدلب التي سيطر عليها التنظيم وحلفاؤه نهاية الشهر الماضي. وأتت خطوة «القاعدة» بعدما سيطر الجيش على 3 قرى جنوبي إدلب بدءاً من نهاية الأسبوع الفائت.
وأطلقت الفصائل على معركة جسر الشغور اسم «معركة النصر» وتقودها «الجبهة الاسلامية» بينما يقود تنظيم «القاعدة»، تحت مسمى «جيش الفتح»، معركة معسكر القرميد، فيما أعلنت 7 فصائل ــ على رأسها تنظيم «القاعدة» ــ «غزوة سهل الغاب» للسيطرة على حواجز السرمانية والزيارة والقاهرة بريف حماه الغربي، بمشاركة «تجمع صقور الغاب» و«أجناد الشام» و«الفرقة الاولى الساحلية» التي استقدمت تعزيزاتها من ريف اللاذقية الشمالي.
وزعمت الفصائل أن 12 ألف مسلح يشاركون في المعارك الثلاث.
وقال مصدر ميداني في ريف إدلب لـ«الأخبار» إن المسلحين بدأوا هجومهم على حواجز الجيش السوري في تلة أسفن ومعمل البطاطا والمداجن ومعمل المخلل بمحيط معسكر القرميد قرب أريحا، بعد تمهيد بالصواريخ والقذائف. ودارت معارك عنيفة مع قوات حماية النقاط العسكرية لصد الهجوم الذي تزامن مع قصف على محيط معسكر المسطومة وعلى قريتي نحليا والمقبلة اللتين سيطر عليها الجيش السوري أخيراً. وذكرت مصادر المعارضة أن «جبهة النصرة» نفذت عمليتين انتحاريتين استهدفت فيهما حاجز معمل البطاطا بمحيط معسكر القرميد قرب أريحا، لكن لم تتوافر أي معلومات عن صحة التفجيرين أو نتائجهما، بسبب شدة المعارك في تلك المنطقة.
بدوره، قال مصدر ميداني إن الفصائل المسلحة هاجمت نقاط الجيش السوري في محيط مدينة جسر الشغور (صلة الوصل بين محافظة إدلب ومحافظة اللاذقية) وبلدة اشتبرق بالتزامن مع الهجوم على حاجزي السرمانية والقاهرة في سهل الغاب بريف حماة الغربي. واكد مصدر من مدينة جسر الشغور لـ«الأخبار» أن الجيش يسيطر على الوضع بشكل كامل في المنطقة، نافياً ما تنشره صفحات المعارضة عن اقتحام لحاجز زليطو على مدخل المدينة الشمالي. وبيّن أن القذائف تنهال بكثافة على المدينة. وقال المصدر إن «المعركة مصيرية والجيش يعمل على إفشال الهجوم». وقالت مصادر اعلامية معارضة ان المهاجمين استهدفوا حاجز السرمانية في سهل الغاب بريف حماة الغربي بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، فيما أكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أن التفجير كان على مسافة من الحاجز. فالجيش أحبط الهجوم عبر استهداف الآلية المفخخة بصاروخ موجه قبل وصولها الهدف. وأكّدت المصادر أن الحاجز لا يزال في مكانه ويتصدى للهجوم.

فصائل تابعة لـ»الجيش الحر» تصدر «مذكرة توقيف» بحق علوش



وبيّن المصدر ان المعارك تترافق مع أخبار تبثها وسائل اعلام المعارضة شبيهة بالتغطية التي اسقطت مدينة ادلب اعلامياً قبل ان يقتحمها المسلحون، مستغلين صعوبة الاتصال وانقطاع الانترنت، بهدف التأثير النفسي على المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة الجيش السوري. وتحدثت المواقع الإعلامية التابعة لتنظيم «القاعدة» عن سقوط معظم المناطق التي تتعرض للهجوم، «إلا ان الواقع يحاكي عكس ذلك حيث يتصدى الجيش السوري للهجمات من دون أي تغيير في خارطة السيطرة»، بحسب مصادر الجيش.
وعلمت «الأخبار» من مصادر في أرض المعارك أن تعزيزات للجيش السوري تصل تباعاً الى المناطق التي تشهد معارك عنيفة، بهدف صد الهجمات وتحصين المواقع لمنع أي تقدم للمسلحين الذين يحاولون إخراج ما بقي من ريف ادلب عن سيطرة الدولة السورية وفصله عن حماه والساحل السوري.
وأفاد مصدر من سكان بلدة اشتبرق بريف جسر الشغور عن استهداف المسلحين البلدة بأكثر من 100 صاروخ وقذيفة أوقعت شهداء وجرحى وأضرار مادية كبيرة بالمنازل. كذلك أصيب عشرات المدنيين بينهم أطفال، جراء سقوط قذائف متفجرة على جسر الشغور بالتزامن مع المعارك التي تدور في محيط المدينة.

خطوط ثابتة في جوبر

وفي ريف دمشق (أحمد حسان)، باءت محاولات الفصائل السبعة، المشاركة في هجوم تحت اسم «رص الصفوف» على حي جوبر الملاصق لدمشق، بفشلٍ ذريع منعها من تغيير خطوط التماس في الحي. فبعد تسلل المسحلين ليلاً للسيطرة على كتلٍ وأبنية جديدة في الحي، نجحت وحدات الجيش السوري باستعادة كل تلك الكتل، وإجبار المقاتلين على التراجع نحو خطوط التماس الأولى، على حد قول مصادر عسكرية مسؤولة.
من ناحية أخرى، أصدر 11 فصيلاً تابعاً لـ«الجيش الحر» «مذكرة توقيف» بحق قائد «جيش الإسلام»، زهران علوش. مذكرة التوقيف، التي وقعتها «حركة الإخلاص» و«لواء المهام السري» و«اللواء السادس» و«لواء بروج الإسلام» و«المهام الخاصة»، فضلاً عن عددٍ آخر من التنظيمات التي تحفظت عن ذكر اسمها، كانت قد اتهمت علوش بتنفيذ «انسحابات متكررة ومشبوهة وغير مبررة في كل المعارك التي قام بها، وتسليم مناطق مهمة بطرقٍ ملتوية»، فضلاً عن «تكديس السلاح والاعتقالات الممنهجة لبعض قادة الجيش السوري الحر وعناصرهم».
وفي سياقٍ آخر، أعلنت مواقع إعلامية معارضة أن المجموعات المسلحة في المنطقة الجنوبية استعادت السيطرة على عدد من القرى التي سيطر عليها الجيش في عملية خاطفة اول من أمس، قرب بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشمالي. ونفى مصدر في الجيش ما نشرته صفحات المعارضة، مؤكداً أن «المواجهات في محيط بصر الحرير لا تزال في أوجها».