حيفا ــ فراس خطيب
طرحت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، في افتتاحيتها أمس، قضية التهم الأمنية الموجهة لرئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي عزمي بشارة، والمتعلقة بـ«الاتصال بعميل أجنبي» و«مساعدة العدو أثناء الحرب» و«زيارة دول عدوة». وأشارت إلى أنَّ بشارة «ليس مطلعاً على أسرار أمنية يستطيع أن يزوّد أعداء إسرائيل بها». وأضافت أنَّ مجرّد «تضامن بشارة معالمقاومة هو ما أثار الرغبة في البحث عن سبب لتقديمه إلى المحاكمة، وخصوصاً في ظل نفور إسرائيلي مشروع من تضامنه مع المقاومة اللبنانية أكثر مما هو مس بأمن الدولة». وشددت الصحيفة على أن «هناك فرقاً جوهرياً بين هذا الموقف والاتهام بتسليم معلومات للعدو، وهو الفرق نفسه بين الملاحقة وتحقيق العدالة»، مقارنة القضية بقضية الناشطة اليسارية تالي فحيمة التي اتهمت بـ«مساعدة العدو أثناء الحرب» عبر علاقتها مع القيادي في «فتح» زكريا الزبيدي. وفي النهاية، حكم عليها بثلاث سنوات فقط». وتساءلت «هآرتس»: هل نحن في قضية بشارة متجهون نحو «قضية تالي فحيمة ثانية».
وقال المدير العام للمركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في الداخل (عدالة) المحامي حسن جبارين، لـ«الأخبار» أمس، إن «الشاباك» «اعتمد أساليب عديدة في تاريخه، كشفت عن حقائق تلفيقه تهماً، واختلاقه أدلة وأكاذيب».
واستعاد جبارين «الأدلة» التي جمعها «الشاباك» ضد بشارة في عام 2003، لمنعه ومنع حزب التجمع من الخوض في الانتخابات، مشيراً إلى أنَّ «الشاباك قدّم للمستشار القضائي للحكومة في حينه، إلياكيم روبينشتاين، تقريراً أشار من خلاله إلى أنَّ بشارة حاول أن يقيم جيشاً للشباب العرب في واحة السلام». (قرية يسكنها عرب ويهود تقع على مقربة من القدس المحتلة). لكن الدفاع استطاع تفنيد ادعاءات الشاباك. وقامت المحكمة العليا بالحكم لمصلحة بشارة وحزب التجمع بأغلبية 7 قضاة في مقابل 4.
ورأى جبارين أنَّ الشاباك الإسرائيلي، على الرغم من قضيتي تالي فحيمة ورئيس الحركة الإسلامية في الداخل رائد صلاح، الذي اتهم بالاتصال بعميل أجنبي وخرق قانون منع تبييض الأموال وحوكم بـ 30 شهراً فقط، «لم يخرج خاسراً في هذه القضايا، ولا مرة، على الرغم من أن هذه الأحكام مخففة نسبة للاتهامات».
ورأى جبارين «أن الشاباك الإسرائيلي فضّل هذه المرة الذهاب ضد بشارة الشخص أفضل من الذهاب ضد الحزب، فالتعامل بالنسبة إليه أسهل في القضايا الشخصية من التهم الدستورية». وأضاف أن السبب في هذا يعود إلى أن المحكمة «ترى نفسها المختصة الأولى في القضايا الدستورية وترى في الوقت نفسه أن الشاباك هو سيد الموقف في القضايا الأمنية».
وقال رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة: «علمتنا التجربة على مدى عشرات السنوات أن جبال الشاباك تولد فئراناً، وهذا أيضاً ما نشهده في قضية الدكتور عزمي بشارة».
وقال بركة، في لقاء مطول مع إذاعة «للو هفسكا»: «إنني على ثقة بأن التهم الموجهة للدكتور بشارة هي تهم ملفقة، وهذا ما تؤكده التجربة، لكن ما نشهده الآن هو محكمة ميدانية تشنها الأوساط السياسية والإعلامية وبالتالي الشارع الإسرائيلي، لا بل إننا نسمع ونقرأ أحكاماً قد صدرت، فكل فاشي وعنصري جعل من نفسه محققاً وحاكماً يطلق التصريحات على هواه، وهذا يعكس الأجواء العدائية ضد العرب».