strong>مهدي السيد
يبدو الموقف الإسرائيلي مثل من ينازع من أجل الحؤول دون تأليف حكومة الوحدة الفلسطينية، ومن أجل عدم الاعتراف الدولي بها في حال تأليفها، ما لم تذعن لشروط الرباعية الدولية القائمة على الاعتراف بإسرائيل والتبرؤ من المقاومة.
ولا يزال هذا التوجه يجد تعبيره في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ومواقفهم في كل مناسبة ممكنة؛ فقد رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، أن اتفاق مكة لا يعدّ نصراً للمعتدلين، بل حلّ وسط مع المتطرفين «يشل عملياً الحكومة الفلسطينية». وقال، خلال كلمة ألقاها في مدينة عكا، إن «الحكومة الفلسطينية ستحظى بتعاون إسرائيل إذا التزمت مطالب إسرائيل والرباعية الدولية، وبينها وقف الإرهاب والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعه بينها وبين السلطة الفلسطينية».
ورأى بيرتس أن مبادرة السلام العربية، التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002، تشمل نقاطاً إيجابية «يمكن أن تكون أساساً لاتفاق مع الفلسطينيين»، معرباً عن اعتقاده أن الموضوع سيثار في القمة العربية المقبلة.
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، ميري آيزين، إن إسرائيل لن توقف الضغوط التي تمارسها على المجتمع الدولي لتخفيف الحصار الاقتصادي عن السلطة الفلسطينية في مقابل وقف إطلاق صواريخ القسام وتنفيذ عمليات «انتحارية» ضدها.
وقالت آيزين لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، «إننا اليوم في وضع أوضحت في حكومة إسرائيل ورئيسها بصورة جلية للغاية أننا نريد رؤية حكومة وحدة فلسطينية تعترف بكل الشروط الثلاثة للرباعية الدولية».
وبشأن اللقاء المقبل بين أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس، قالت آيزين «مبدئياً سيعقد اللقاء يوم الأحد المقبل وفي القدس، إلا إذا طرأ تغيير مفاجئ».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت أمس عن مصادر فلسطينية قولها إن عباس سيطلب من أولمرت في اللقاء عدم عرقلة نشاط حكومة الوحدة الفلسطينية أو الضغط على الأسرة الدولية لمواصلة الحصار الاقتصادي على السلطة.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولاً رفيعاً في «حماس» قال لها إن «الرئيس سيعرض على أولمرت في المقابل تعهداً بأن توقف حركتا حماس وفتح النار بشكل شامل ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق القسام والعمليات الاستشهادية». وأضاف أنه إذا رفض أولمرت الطلب ولم يتعاون مع حكومة الوحدة، فإن وقف النار سيكون في خطر.
وبحسب الصحيفة، فإن أولمرت بدوره سيقول لعباس إنه من المهم استغلال نافذة الفرص المتبقية حتى تأليف حكومة الوحدة الفلسطينية، والعمل على أن تقبل الحكومة شروط الرباعية. ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن أولمرت سيحاول أن يشرح لعباس أهمية وفاء الحكومة الفلسطينية بهذه الشروط.
من جهة أخرى، نقلت «هآرتس» عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في أعقاب عودتها أول من أمس من لقاء مع مجلس الاتحاد الأوروبي، قولها إن «هناك تخوفاً من أن يطرأ تآكل في الموقف الأوروبي من قيام حكومة الوحدة الفلسطينية».
وبحسب الصحيفة، فإن ليفني قالت للأوروبيين إن الإصرار على شروط الرباعية سيعزز المعتدلين في الجانب الفلسطيني، فيما «التنازل في هذا الوقت سيعزز حماس».