ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس أن دمشق نقلت أخيراً رسالة واضحة إلى تل أبيب مفادها أنها «لن تسمح بمزيد من الطلعات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية، وستتصدى عسكرياً لأي تحليق إسرائيلي في سمائها». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي أوردت النبأ، أن الرسالة الجديدة تأتي ضمن إطار التغيير الذي طرأ، في أعقاب حرب لبنان، على السياسة السورية تجاه إسرائيل.ويأخذ هذا التغيير ترجمته النظرية في عودة الخيار العسكري إلى القاموس السياسي لدمشق في تعاطيها مع إسرائيل، وهو ما كان مستبعداً، بحسب «يديعوت»، قبل عدوان تموز. وأشارت الصحيفة إلى أن التصريحات السورية بعد الحرب عكست هذا الأمر. أما الترجمة العملية له فتجد تعبيرها في عدد من الإجراءات العسكرية التي نفذتها دمشق أخيراً، بدءاً بتعزيز انتشار الجيش السوري على الحدود مع إسرائيل، مروراً بتكثيف نشر المنظومات الصاروخية على مسافات قريبة من الحدود، وصولاً إلى تحديث الجيش السوري من خلال مده بأسلحة مطورة أُبرمت بشأنها صفقات مع روسيا، بحسب المصادر الإسرائيلية.
لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفى أمس وجود معلومات لديه بشأن قيام الجيش السوري بإجراءات تتخذ طابعاً هجومياً على الحدود مع إسرائيل. وقال متحدث باسم الجيش، لوكالة «فرانس برس»، إنه «يتابع عن كثب التطورات على الحدود مع سوريا، وليس لدينا أي معلومات عن نيات هجومية من جانب الجيش السوري»، مضيفاً: «رغم ذلك، تبقى إسرائيل متأهبة لمواجهة أي احتمال». ويأتي النفي الإسرائيلي رداً على تقرير نشرته الوكالة المذكورة الجمعة تضمن تصريحات «لمصادر عسكرية وحكومية في إسرائيل» حول قيام دمشق أخيراً بنشر «آلاف المنظومات الصاروخية، ذات مديات وقوة تدميرية متفاوتة، على مسافات قريبة من الحدود مع إسرائيل».
وأعلن المتحدث الإسرائيلي أن الجيش لم يلحظ أي تحريك للقوات وراء الحدود، وأن «المعلومات التي نشرت في وسائل الإعلام بعيدة عن الصحة».
(الأخبار)