strong>علي حيدر
بدأت مؤشرات سلم ريختر السياسي في إسرائيل تهتز بعنف، منذرة باقتراب الزلزال الذي سيحدثه نشر تقرير لجنة فينوغراد، الذي يتوقع أن يعيد رسم الخريطة السياسية والحزبية في الدولة العبرية، وأن يؤدي إلى اشتداد وتيرة الاشتباك السياسي الداخلي بين نهجين، الأول يريد الإبقاء على الحكومة والآخر استبدالها

وجهت لجنة فينوغراد الحكومية، الموكل إليها التحقيق في أداء القيادتين السياسية والعسكرية خلال العدوان على لبنان، ضربة قاسية لكل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس بإعلانها رسمياً أن تقريرها المرحلي سيتضمن خلاصات تتصل مباشرة بأداءهما ودورهما خلال الحرب.
وخلافاً لما أعلنته تقارير إعلامية إسرائيلية من أن التقرير سيصدر في 27 الشهر الجاري، أعلنت اللجنة أنه سينشر في النصف الثاني من شهر نيسان المقبل، مشيرة إلى أن التقرير السري سيقدم لأولمرت وبيرتس، فيما سيُعرض التقرير غير السري للجمهور.
وانتقدت اللجنة وسائل الإعلام التي تحدثت عن بعض مضامين تقريرها، موضحة أن ما قيل عن آراء أعضاء اللجنة في المواضيع التي تشتغل بها، لم يصدر عنها «وليس له أي أساس». وأوضحت اللجنة أن التقرير الاولي سيتضمن، إلى جانب بعض النقاشات في المبادئ العامة لعملها وتصورها عن أدائها في ما يتعلق بتحديد النتائج والخلاصات والتوصيات وعن أسس العدل الطبيعي، تحليل الفترة التي سبقت الحرب، بدءاً من الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 وحتى نشوب الحرب في تموز 2006.
كما سيشمل التقرير تحليل القرارات المتعلقة بالخروج إلى الحرب، منذ عملية أسر الجنديين في 12 تموز وحتى خطاب رئيس الحكومة في الكنيست في 17 تموز. وسيضم، إضافة إلى ما تقدم، ثلاثة فصول تنطوي على نتائج مفصلة؛ خلاصات وتوصيات منظوماتية وخلاصات تتصل بمسؤولية كل من أولمرت وبيرتس ورئيس الأركان المستقيل دان حالوتس، عن قرار الخروج إلى الحرب وطريقة اتخاذه.
وأوضحت اللجنة، في بيان، أنها حددت تقريراً جزئياً في هذه المواضيع، لأن فهم قرارات أصل الخروج للحرب، يمتلك أهمية خاصة لفهم مسارها واستمرارها، «وبرأينا» تتصل هذه القرارات بمواضيع «تدفع بشكل داهم إلى تنفيذ الخلاصات والتوصيات». كما لم يفت اللجنة التأكيد على «أن خلاصاتنا في التقرير لا تعكس موقفاً لنا تجاه مجمل الحرب».
وأكدت اللجنة على أنه ستُبذل كل الجهود لإصدار التقرير النهائي في أسرع وقت ممكن «لأنه يتطرق إلى مواضيع ذات أهمية عالية، من المهم الإشارة إلى ما جرى فيها، وبشكل أساسي تشخيص ما هو مطلوب تصحيحه».
وأشارت اللجنة إلى أن التقرير النهائي سيتضمن تحليل مسار كل الحرب، واستعدادات الجيش، وبناء القوة وإعداد القادة، وقرارات المستوى السياسي في سياق الحرب، وقرار وقف النار، وقرار القتال في اليومين الأخيرين، فضلاً عن العلاقات بين المستويين السياسي والعسكري في مواضيع استخدام القوة العسكرية كجزء من تصور استراتيجي عن أهداف دولة إسرائيل، والأسطورة العامة للمجتمع الإسرائيلي والعلاقة بينها وبين تحديات الدولة، ومعالجة الجبهة الخلفية من ناحية الاستعدادات والتصور العملياتي، ونشاطات الجبهة الخلفية والسلطات، عبر التنسيق مع نتائج فحص مراقب الدولة إضافة إلى نتائج الحرب.
وذكَّرت اللجنة بأنه سيُفتتح في الأيام المقبلة موقعها على شبكة الإنترنت، حيث سيُعرض فيه مضمون إفادات أُدليَ بها أمامها، وسيكون بالإمكان إرسال معلومات إلى اللجنة عبره.
وفي هذا السياق، اقترح عضو الكنيست اليميني المتطرف اريه الداد (الاتحاد القومي/المفدال) أن «على رئيس الحكومة ووزير الدفاع البدء بحزم حقائبهما وإعداد ملف منظم لنقل السلطة، من أجل ألا يتم هدر وقت إضافي لدولة إسرائيل بسب قادتها المفسدين والفاشلين».


«كديما» يستعد
أكد قادة في حزب «كديما» الإسرائيلي أمس أن على الحزب الاستعداد بسرعة لإمكان أن يضطر زعيمه، رئيس الحكومة، ايهود أولمرت إلى الاستقالة وبالتالي تقديم مرشح آخر لتولي الرئاسة بهدف منع إمكان «فقدان الحكم» لمصلحة حزب الليكود الذي يترأسه بنيامين نتنياهو. وردت مصادر في مكتب أولمرت على ذلك بالقول إن المكتب سيرد بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد.