سربّت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس معلومات جديدة، تبدو في الظاهر بأنها متضاربة، بشأن قرب التوصل إلى إبرام صفقة تبادل تشمل أسرى فلسطينيين في مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؛ ففيما نقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن معظم بنود الصفقة تم الاتفاق عليها بين الجانبين، نقلت صحيفة «يديعوت» عن «مصادر مطلعة» تقديرها أن إنجاز الصفقة سيأخذ وقتاً طويلاً عازية ذلك إلى نية تل أبيب التدقيق الفردي بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم خلالها. وقال مسؤول أمني لصحيفة «معاريف» إن الصفقة التي تم التوصل إليها تتألف من ثلاثة مراحل، يتم في المرحلة الأولى الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، فيما تتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح الجندي الأسير الذي سيُنقل إلى إسرائيل عن طريق مصر وفقاً لآلية جرى الاتفاق عليها، على أن تشمل المرحلة الثالثة الإفراج عن أسرى فلسطينيين «كبار» تصنفهم إسرائيل ضمن خانة «ذوي الأيدي الملطخة بدماء اليهود».وأوضح المسؤول الإسرائيلي نفسه أن الخلاف الحالي يتعلق بأسماء هؤلاء الأسرى «الكبار» الذين تصر «حماس» على إطلاق سراحهم «لكي تبدو أنها حققت إنجازاً أمام الشارع الفلسطيني»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت معني بالتدقيق بأسمائهم كي لا يتعرض لانتقادات من جانب عائلات القتلى الإسرائيليين، «وخاصة أن وضعه في الحضيض». ورأى أن «الصفقة، برغم كونها في مراحلها الأخيرة، فهي متوقفة بشكل كبير على مدى الإصرار الذي سيبديه أولمرت».
وأثنى المسؤول الإسرائيلي على الجهود التي بذلها رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، الذي «اهتم بإرسال جنرالات مصريين رفيعي المستوى من ضمنهم برهان حامد، الذي يعدّ الضابط المسؤول الذي عمل بجهد لإنهاء الصفقة». وأشارت الصحيفة إلى أن حامد عاد قبل عشرة أيام إلى مصر في انتظار الرد الإسرائيلي على العرض المقدم.
أما «يديعوت أحرونوت»، فذكرت، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن «حماس» تعكف حالياً على إعداد قائمة بأسماء الأسرى الذين تطالب بأن تشملهم الصفقة، متوقعة وصول هذه القائمة إلى إسرائيل في غضون أيام.
وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق التبادل، الذي حصل بين الجانبين بوساطة مصرية، يقضي بإطلاق سراح 400 إلى 500 أسير فلسطيني في مقابل شاليط، إلا أن مفاوضات جديدة لا تزال متوقعة حول كل اسم في القائمة.
وأكدت «يديعوت» أن هذه المفاوضات «ستطول وستواجه أزمات»، ما سيؤخر إنجازها، لأن إسرائيل لا توافق على إطلاق أسرى أدينوا بقتل إسرائيليين.
ورأت الصحيفة أن التفاؤل الذي ظهر، بشأن قرب إنجاز الصفقة، خلال لقاء أولمرت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد الماضي، «كان مبكراً». وأضافت المصادر للصحيفة إنه فقط بعد وصول قائمة الأسرى المطلوب الإفراج عنهم «سنتمكن من معرفة ما إذا كنا نقترب من نهاية القضية».