علي حيدر
ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يحمّل الجيش مسؤولية وضعه الصعب الذي آل إليه، مشيرة إلى أنه يقول «داخل الغرف المغلقة بأن الجيش الإسرائيلي هو الذي قاده نحو الكارثة»، لكنه يتجنب الإفصاح عن ذلك علانية. ونقلت الصحيفة عن أولمرت قوله «إن السيناريوهات التي طرحها الجيش قبل الحرب، وفي خلال أيامها الأولى، أكدت بأن حزب الله سيطلق النار علينا بكل قوة، لكن الجيش أكد لي بأن نيرانه، المدفعية والجوية، ستخفض كميات صواريخ الكاتيوشا بصورة كبيرة خلال 7 أو 10 أيام».
وذكرت الصحيفة نفسها أن «الباقين كلهم»، في إشارة إلى قادة الأجهزة والمستوى السياسي، اعتقدوا، بإيحاء من رئيس الأركان السابق دان حالوتس، «أنه من الممكن القضاء على صواريخ حزب الله كما اقترح الجيش»، باستثناء رئيس الموساد مئير دغان، الذي قال، وفقاً للصحيفة، إنه «لا يوجد أي احتمال لإيقاف إطلاق صواريخ الكاتيوشا». وأضافت الصحيفة أن حزب الله «أبدى قوة صمود عالية، والنيران الإسرائيلية المضادة لم تفعل فعلها»، وبالتالي أصبح على أولمرت، بحسب وجهة نظره، أن «يدفع ثمن لامبالاة الجيش وعمى قادته».
وفي هذا السياق، ذكر المعلّق السياسي في «معاريف»، دان مرغليت، أن كلاً من رئيس الموساد مئير دغان، ورئيس الشاباك يوفال ديسكين، ورئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس جلعاد، حذّروا، بعد عملية الأسر في 12 تموز، كلاً من أولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس من المبادرة لشن حرب مباشرة. وأضاف أن هؤلاء دعوهما الى الانتظار أياماً، معتبرين أن ليس هناك ما يفرض العمل بشكل فوري. وتابع أن وجهة النظر هذه استندت إلى تقديرهم بأن «حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي، وسيردّ بقصف صاروخي مكثّف وأن الجيش لا يملك رداً فعالاً عليه، ولكي يكون بالإمكان إعداد الجبهة الخلفية بشكل ملائم».
وأوردت الصحيفة أن هذا التحذير تم إبلاغه مرتين، خلال لقاءين عقدا يوم عملية الأسر نفسها، في مكتبي أولمرت وبيرتس، شارك فيهما العديد من قادة الجيش والأجهزة الأمنية المتعددة.