محمد بدير
تشكّل الجهوزية العسكرية السورية هاجس الأوساط الإعلامية والأمنية الإسرائيلية، التي تطرقت أمس إلى استعدادات دمشق لمواجهة محتملة مع تل أبيب.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن الاستعدادات السورية للحرب تبدو واضحة منذ نهاية العدوان على لبنان في تموز الماضي. وأضافت أنه «بالتوازي مع تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، التي تفيد بأن سوريا ستفكر باستعادة هضبة الجولان بالقوة إذا لم تستجب الدعوة إلى مفاوضات السلام، بدأوا في سوريا الاستعداد أيضاً لصراع عسكري محتمل».
وأشارت الصحيفة إلى وجود تباين في المواقف بين شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» بين «الموساد» إزاء مغزى سباق التسلح السوري. وقالت إن أصواتاً في «أمان» ترى أن سوريا تتزود بالسلاح أساساً بسبب خوفها من هجوم اسرائيلي، بينما يميلون في «الموساد» إلى التقدير أن السوريين يبنون قدرة ستسمح لهم خلال ثلاث أو أربع سنوات بالشروع في هجوم على إسرائيل بالاستناد إلى الحلف مع إيران.
ويتعاظم التقدير في المحافل الأمنية الإسرائيلية بأن السوريين يعملون بنشاط كبير كي يعدّوا أنفسهم لإمكان حرب مع إسرائيل. ورأى مراسل الشؤون العسكرية في «معاريف»، عامير رابابورت، أن الاستعداد السوري ينبع من عوامل عديدة، أهمها «ما يُعد في نظر السوريين نجاحاً لحزب الله (في عدوان تموز). فقد كثفت سوريا مساعي شراء الصواريخ المتطورة ضد الدبابات من روسيا، كما أنها تعمل على إنتاج الصواريخ على مدى متوسط بقطر 220 مليمتراً و 302 مليمتر، وعلى تحسين التحصينات على طول خط الجبهة في مقابل إسرائيل في الجولان. ويضاف إلى كل ذلك جهود تبذلها دمشق لتطوير سلاح البحرية ومنظومة الدفاع الجوي، في محاولة للحد من التفوق الجوي الإسرائيلي الذي انعكس في سماء لبنان (إبان الحرب)».
وسلّطت التقارير الإعلامية الإسرائيلية الضوء على مصادر تمويل الجهد السوري، في محاولة واضحة ودائمة لإقحام إيران في الصورة، فأشارت إلى أن «من يموّل جزءاً كبيراً من حملة الشراء للوسائل القتالية التي يجريها السوريون في روسيا بكلفة مئات ملايين الدولارات هي إيران، المعنية بتعزيز الحلف الاستراتيجي بينها وبين سوريا وحزب الله».
حملة المشتريات السورية ولّدت، بحسب رابابورت، قلقاً شديداً في إسرائيل، حيث «أعربت محافل في المؤسسة الأمنية عن غضبها لأن الروس يوفرون لسوريا وسائل قتالية متطورة رغم أنه ثبت في الماضي أن كل سلاح يبيعه الروس إلى السوريين ينتقل في نهاية المطاف إلى استخدام حزب الله أيضاً».
ونقل رابابورت عن محافل إسرائيلية قولها إنه «وفقاً لكل المؤشرات، فإن السوريين يحسنون قدراتهم الدفاعية التي ستسمح لهم في المستقبل بشن هجوم أيضاً».