حيفا ـــ فراس خطيب
نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في عنوانها الرئيسي أمس، تحقيقاً كشفت من خلاله أنّ مستوطنة سديروت شهدت العام الماضي ارتفاعاً حادّاً في نسبة الإجرام وقضايا الاغتصاب والتجارة بالمخدرات واستشراء العنف.
وأفادت الصحيفة، التي أوضحت أنّ استشراء هذه الظاهرة هو بين فئة الشباب على وجه الخصوص، أنَّ هذه الوضعية انبثقت في أعقاب تعرّض المدينة المتواصل لصواريخ «القسّام» التي يطلقها الفلسطينيّون من قطاع غزة، ناقلة عن محلّلين إسرائيليّين قولهم إنّ «التهديد المتواصل على سديروت زاد من عدائيّة المواطنين».
وذكرت الصحيفة أنَّ أهالي سديروت «يعانون الذعر والخوف وفقدان الأمان، ويدفعون الثمن الاجتماعي للقصف الذي تتعرّض له المستوطنة»، مشيرة، من خلال معطيات نشرتها الشرطة الإسرائيلية، إلى أنّ المدينة شهدت أكثر من 2528 حدثًا في عام 2006 في مقابل 2353 في عام 2005.
ونشرت الصحيفة معطيات تبيّن من خلالها أنَّ المدينة، التي يعيش فيها 24 ألف مستوطن، شهدت ارتفاعاً بنسبة مئة في المئة في عمليات الاغتصاب و200 في المئة في استعمال المخدّرات و25.4 في المئة في أعمال العنف الجسدي و7.9 في المئة في السطو على البيوت، مقارنة مع عام 2006.
وفيما قال ضابط في الشرطة الإسرائيلية إنّ الوضع الأمني الذي «تعانيه» سديروت حوّل المدينة إلى «قنبلة إجرام موقوتة»، أوضحت الصحيفة أنَّ تعرّض المدينة للقصف جعل من الأولويات الاجتماعية «هامشية».
وقال مدير قسم الرفاء في بلدية سديروت، شموليك أتياس، إنّ قصف صواريخ «القسام»، الذي أدّى إلى مقتل ثمانية مستوطنين، «دفع المدينة نحو التدهور»، مشيراً إلى أنّ في غالبية الأحيان يكون الخوف عاملاً لتوحيد السكان إلا أنّه في هذه الحالة كان الخوف عاملاً موقظاً لظواهر خطيرة وصعبة، و«الأمر يزداد سوءاً من عام إلى آخر».
ولفت العضو في رابطة «مكافحة القصف»، ألون دافيدي، إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية لم ترد على «العمليّات الإرهابية» بالشكل الملائم، فيما قالت مديرة قسم التربية والتعليم في المدينة إنّ أهالي سديروت «يعيشون بخوف وضائقة نفسية، وهذا يترجم بالأساس عن طريق الشبيبة».
ورصدت الصحيفة الكثير من أحداث العنف في العائلة، وعرضت قصة مستوطنة من سديروت قالت للصحيفة إنها تعرضت للعنف من قبل زوجها نتيجة القصف في المدينة، موضحةً أنه «بعد قصف القسّام صار زوجي يضربني».
وأشارت المستوطنة، التي تحمل اسم إيلانيت، إلى أن زوجها كان يعمل في الدهان ويربح عشرة آلاف شيكل على الأقلّ شهرياً (2400 دولار تقريباً)، إلا أنّ العمل توقّف بعد تعرض المستوطنة إلى القصف نتيجة انشغال الناس بالقضايا الأمنية وتدهور الوضع الاقتصادي للعائلة، ما قاد الزوج إلى الانحراف.