بينما شيع، أمس، الآلاف من أهالي بلدة إذنا، غرب الخليل، في الضفة المحتلة، جثمان الشهيد الشاب محمود أبو جحيشة، من المقرر أن يتسلم ذوو الشهيد علي أبو غنام، في القدس المحتلة، جثمان ابنهم ليلة الأحد ــ الاثنين، لدفنه بعد يومين من استشهاده.الشابان استشهدا برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي بعدما طعن الأول (أبو جحيشة، 20 عاماً) جندياً إسرائيلياً، فيما تدعي السلطات الإسرائيلية أن الثاني (أبو غنام، 17 عاماً) أُطلقت النار عليه وهو يحاول طعن جندي آخر، لكن الجهات الفلسطينية تنفي ذلك وتتهم الاحتلال بإعدام أبو غنام عمداً.

وفيما ينفي بعض أقرباء الشهيد أبو جحيشة، في الخليل، أنه طعن الجندي، يؤكد الاحتلال وجود جريح بين جنوده ممن يسمون «حرس الحدود»، وقد تأخر التعرف إلى الشاب لأنه لم يكن يحمل وثائق شخصية وقت الحادثة. أما في القدس المحتلة، فاندلعت مواجهات متفرقة بعد استشهاد الفتى أبو غنام نتج منها نحو 25 جريحاً فلسطينياً، خاصة أن شرطة الاحتلال دهمت منزل العائلة وصادرت مقتنيات له، فيما تأخر دفنه حتى ليل الأحد بسبب الشروط التي تضعها قوات الاحتلال على «عائلات منفذي الهجمات». لكن سلطات الاحتلال وافقت أمس على تسليم جثمانه على أن يشارك في دفنه 70 شخصاً فقط، مع أن المقدسيين يتحدون هذا الإجراء عادة ويخرجون بمسيرات تشييع أكبر.
مقابل ذلك، أعلنت رئاسة السلطة الفلسطينية، أنها لن تدع «جرائم الاحتلال تمر دون حساب»، وقالت في بيان عن حادثة الخليل التي أتت بعد ما جرى في القدس بأربع وعشرين ساعة، إن «هذه الجريمة الإسرائيلية الثانية تضاف إلى الجرائم السابقة للاحتلال»، موضحة في الوقت نفسه أنها تجري الاتصالات مع مختلف الجهات الدولية «لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير، بما فيها التوجه إلى المؤسسات الدولية».
وفيما تستمر المواجهات مع الاحتلال في بعض مناطق الضفة، تدور مواجهة من نوع آخر بين حركتي «فتح» و«حماس» عنوانها نتائج الانتخابات الأخيرة لمجلس طلبة جامعة بيرزيت، في رام الله. إذ قالت «حماس» إن جهاز «الأمن الوقائي» التابع للسلطة، اعتقل ممثل ذراعها الطلابية في بيرزيت، الطالب جهاد سليم، وحاول اعتقال كوادر آخرين، منهم مصعب زلوم. ورأت «حماس» في ذلك «دليلاً على انتهاك حركة فتح للحريات الطلابية وعدم احترامها لأي نتائج انتخابية»، وخاصة أن الانتخابات الأخيرة فازت فيها «الكتلة الإسلامية» (حماس) بأكثر من 50% من أصوات الطلبة.
في سياق متصل، أعلنت إدارة جامعة النجاح، في نابلس، وهي من كبرى الجامعات الفلسطينية، تأجيل موعد انتخابات مجلس الطلبة فيها حتى إشعار آخر، فيما أزال عناصر «الأمن الوقائي» رايات «حماس» عن الجامعة. «الكتلة الإسلامية» قالت في بيان، إن قرار «النجاح» مرجعيته رئيس السلطة، محمود عباس، الذي «أصدر قراراً بوقف انتخابات مجالس الطلبة في كل جامعات الضفة المحتلة خشية فوزنا على غرار جامعة بيرزيت». لكن مصادر أخرى قالت إن الإيقاف كان في «النجاح» فقط، وذلك بطلب من الإدارة، على اعتبار أن هناك «طلبات سابقة بإيقاف هذه الانتخابات وتكوين مجالس الطلبة عبر أندية لكل كلية ترشح عنها مجالس الطلاب».
في الوقت نفسه، أعلنت «فتح» تشكيل لجنة تقصي حقائق وراء الخسارة التي منيت بها في انتخابات بيرزيت، في وقت يشن فيه أنصار الحركة هجوماً كبيراً على طالبة من الجامعة نفسها، تدعى نمير المغربي، كانت قد انتقدت على صفحتها في «فايسبوك» خسارة «قائمة الشهيد ياسر عرفات»، كذلك انتقدت فيها تسمية عرفات بالشهيد. وعلم أن الطالبة تقرر فصلها من الجامعة فيما لم يتسنّ التأكد من اعتقالها، وخاصة أن جهاز «المخابرات العامة» استدعى خالها، وهو خليل عفانة (موظف في وزارة الأوقاف)، وأوقفته على الخلفية نفسها.
وقالت بعض الشخصيات القريبة من إدارة بيرزيت إن الجامعة قررت فصل المغربي وإصدار كتاب من وزارة التربية والتعليم بمنع استقبالها في أي جامعة في الوطن، وهو الإجراء نفسه الذي اتخذته إدارة جامعة الأقصى في غزة (تديرها حماس) قبل أسبوع، بحق أربعة طلاب نشروا صورة لموظف في الجامعة يشغل الألعاب على حاسوبه الشخصي، بعدما شكلت «لجنة تحقيق» معهم، وقد واجه ذلك انتقادات شعبية وإعلامية كبيرة أيضاً.
(الأخبار، أ ف ب)