strong>علي حيدر
حزب الله مشغول بالأزمة الداخلية في لبنان، ويشكل تحدياً سياسياً لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وهو يقترب من تغيير الواقع فيه. سوريا مشغولة في تعزيز قوتها، لكن لا دلائل على نيات هجومية لديها. استعدادات إسرائيلية للحرب المقبلة، وتعهد بأن يكون المنتصر فيها واضحاً. كلها قضايا تمثل وجهة نظر غابي أشكينازي الذي عرضها أمس في الكنيست

مثل رئيس أركان جيش الاحتلال غابي أشكينازي أمس، للمرة الأولى منذ توليه منصبه، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وقدم تقريره الأمني الذي شمل كل من لبنان وسوريا والساحة الفلسطينية والوضع الداخلي للجيش.
ورأى أشكينازي، في تحليله للواقع الأمني في المنطقة، أن هناك اتجاهاً نحو عدم الاستقرار الإقليمي، وأن التهديدات الموجهة للجبهة الداخلية آخذة بالازدياد، بدءاً من الفرد الانتحاري وصولاً إلى الصواريخ الإيرانية.
ووصف أشكينازي الوضع في لبنان بأنه «حساس وغير مستقر، مشيراً إلى أن حزب الله «يشكل تحدياً جدياً في هذه المرحلة لحكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة، لكن من الناحية السياسية فقط»، إلا أنه عاد واستدرك بالقول إن هذا الحزب «غير بعيد عن تغير الواقع».
وفي موقف يعكس تقديراً إسرائيلياً لمدى تأثير حركة الواقع الداخلي اللبناني على أداء حزب الله في مواجهة إسرائيل، أكد أشكينازي «أن حزب الله لا يتمتع بحرية العمل التي كان يتمتع بها قبل الحرب». وتوقف عند أداء الكتائب الغربية في قوات اليونيفيل، التي وصف عملها «بأنه غير سيئ»، مشيراً إلى أن الجنود الدوليين يبحثون بالتأكيد عن الوسائل القتالية الموجودة بحوزة حزب الله.
وقدم أشكينازي حزب الله على أنه «مشغول» في هذه المرحلة «بشكل أساسي، في بناء قدراته الاستراتيجية لاسترجاع ما كان يمتلكه قبل الحرب». وتعهد ألا يتكرر في فترة قيادته للجيش ما حصل خلال عدوان تموز الماضي، ورأى أنه في «حرب لبنان الثانية لم يكن واضحاً من كان منتصراً ومن كان مهزوماً».
وتناول أشكينازي في تقريره الوضع السوري، مشيراً إلى أن «سوريا مشغولة في مسار بناء القوة، وتشتري الصواريخ المضادة للدبابات، وصواريخ أرض أرض، ووسائل الدفاع الجوي». وأكد ما تتحدث عنه التقارير الإعلامية الإسرائيلية من أن الجيش السوري يحسِّن قدراته العسكرية، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى عدم وجود أي دلائل على نيات هجومية لدى السوريين، لكن منعاً لأي مفاجآت من الجانب السوري، قال أشكينازي: «بما أننا لا نعرف كل شيء، فقد عززنا الجولان، وإذا احتجنا إلى المزيد فسنعزز أكثر».
وأبلغ أشكينازي أعضاء اللجنة أن هدفه في قيادة الجيش هو «ضمان الكفاءة العملياتية للجيش»، الذي «سيكون مشغولاً في أغلب أوقاته بالإعداد للحروب، إلى جانب مكافحة الإرهاب. والاختبار سيكون دائماً في النتائج».
وبعدما أشار إلى وجود تحديات أمنية عديدة تواجه إسرائيل، بما فيها ما يجري على الساحة الفلسطينية، شدد أشكينازي على أنه «ينبغي إيجاد حل لمسار التعاظم، وخاصة بالنسبة إلى حركة حماس». وكرر الموقف الأمني الإسرائيلي التقليدي من مسألة الترابط بين غزة والضفة، وقال: «ينبغي العمل على العزل الواضح بين يهودا والسامرة وغزة وعدم السماح لتسرب الأمور من غزة إلى الضفة»، في إشارة إلى الوسائل القتالية والخبرات العسكرية.
وتناول أشكينازي أيضاً التهديدات الاستراتيجية التي تشكلها إيران، التي رأى أنها مصرة على الاستمرار في تطوير القدرات النووية. ووصف التهديد النابع من ذلك على إسرائيل بأنه «وجودي»، مشيراً إلى أن طهران «تؤدي دوراً سلبياً في المنطقة، وتدعم الإرهاب، وحزب الله وسوريا والعراق».
وأشار أشكينازي أيضاً إلى وجود معطيات عن «اقتراب الإرهاب العالمي إلينا من سيناء ولبنان والأردن»، مضيفاً أنه ينبغي تحسين الاستعدادات والكفاءات العملياتية مع استخلاص العبر من الحرب على لبنان كي يكون الجيش جاهزاً لإنهاء القتال في حال حصول تدهور «بشكل يتضح للكل من هو المنتصر ومن هو المهزوم».
ووصف عضو الكنيست عتنيال شنلر (كديما) أشكينازي بأنه «مهني، عينه تنظر إلى الداخل لا إلى الخارج، ويتحدث ببساطة وبمصطلحات عسكرية»، فيما أكد عضو الكنيست آفي ايتام (الاتحاد القومي/ المفدال) أنه «مع غابي (أشكينازي) من الممكن أن ننام بهدوء. أنا جندي قديم، وكونت انطباعاً بأننا أمام جندي يفهم الجيش، وأن الجيش عاد للتركيز على موضوع الاستعداد للقتال».