تتقاطع مصادر فلسطينية كثيرة، منها التي تذكر اسمها وأخرى أسرّت إلى وكالات إعلامية، بشأن الحديث عن مفاوضات مباشرة وأخرى غير مباشرة بين حركة «حماس» من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. فبينما قال مصدر فلسطيني مطلع إن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، يبذل مساعي وساطة بين «فتح» و«حماس»، بمساندة السعودية، في ظل استعداد الأخيرة للوساطة للتوصل إلى اتفاق «مكة 2»، أقرّ القيادي في «حماس» أحمد يوسف، بأن هناك «دردشات» مع الطرف الإسرائيلية عبر الوفود الأوروبية التي تزور غزة، في وقت لمّح فيه المتحدث باسم الحركة في الخارج، حسام بدران، من قطر، إلى أن ثمة خرقاً لجدار الجمود في العلاقة مع مصر.
كلها تبدو محاولات حثيثة من «حماس» لإنجاز تقدم على الصعيد السياسي، في ظل سير عملية الإعمار ببطء وتعرقل التوصل إلى حلول مع حكومة التوافق في رام الله. وفي الإطار الأول، ذكر مصدر قيادي في غزة، لوكالة «الأناضول»، أن كارتر التقى أخيراً مسؤولين سعوديين بارزين، وطلب منهم التدخل لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وهو ما قوبل بالترحاب من الرياض.
مناقصة إسرائيلية لبناء 77 وحدة استيطانية شرقي القدس

وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر هويته لحساسية منصبه، أن «القيادة السعودية أبدت استعدادها للوساطة بين الحركتين، والتوصل إلى اتفاق (مكة 2)»، على غرار ما عقد برعاية الملك الراحل، عبد الله، عام 2007 وعرف باسم «مكة 1».
ووفق المصدر، فإن الأطراف كلها تحتاج ضمانات: القيادة السعودية تريدها من «فتح» و«حماس»، وكارتر يريد «ضمانات مكتوبة من حماس» بتنفيذ بنود أي اتفاق محتمل. وكشف المصدر نفسه أن الرئيس الأمريكي الأسبق زار العاصمة القطرية أخيراً، والتقى خالد مشعل في هذا الإطار، فيما سيصل غزة الخميس للقاء إسماعيل هنية ومسؤولين آخرين.
من جهة أخرى، أعلن أحمد يوسف أن وفوداً أوروبية ستزور غزة خلال أيام للقاء عدد من قيادات الحركة، ثم ستلتقي الوفود نفسها عدداً من المسؤولين في إسرائيل لنقل وجهات النظر بين الطرفين بشأن تلك الملفات. ورأى، في حديث صحافي، أن تلك «الدردشات» ستكشف النية الإسرائيلية حول العديد من القضايا، مثل الميناء والمعابر الخاصة بالقطاع، وكذلك ملف الأسرى.
وذكر يوسف أن الدور المصري «مجمد تماماً»، مشيراً إلى محاولات للمصالحة بين «حماس» ومصر تتبناها السعودية وتركيا وقطر، ولكن «التدخلات الحالية في اليمن تحول دون تحقيق تلك المصالحة». مع ذلك، قال المتحدث باسم «حماس»، حسام بدران، أمس، إنه توجد محاولات لتحسين العلاقات بين حركته ومصر، لافتاً إلى أن «حماس» قدمت تنازلات كثيرة في موضوع العلاقة مع مصر أو المصالحة الداخلية.
في سياق آخر، طرحت إسرائيل أمس مناقصات لبناء 77 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتين على أراض محتلة في شرقي القدس، وهو ما كشفت عنه منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية التي تقول إنها «تراقب وتعارض أنشطة الاستيطان على أراضٍ يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها». المنظمة أشارت إلى أن 18 مناقصة جديدة فقط من 77 مناقصة، وأن الباقي أعيد طرحه بعدما لم يتقدم أحد في المناقصات السابقة.
في المقابل، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن المشاريع المقررة تمثل انتهاكاً للقانون الدولي «وتظهر أن إسرائيل ليست مهتمة بإحلال السلام».
(الأخبار، الأناضول)