علي حيدر
بعدما جهّز جيش الاحتلال الاسرائيلي المعتقلات داخل فلسطين المحتلة كي تستوعب الآلاف من عناصر حزب الله ممن كان يخطط لاقتيادهم أمام عدسات الكاميرات من الأراضي اللبنانية، خابت كل آماله ومخططاته. إذ لم يتمكن هذا الجيش طوال المعارك الشرسة التي شهدتها الأراضي اللبنانية على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً من اعتقال سوى ستة مقاتلين تواصل اسرائيل رفض اعتبارهم أسرى حرب، وتمنع ممثلي الصليب الأحمر الدولي من زيارتهم في المعتقلات الإسرائيلية.
ويواجه معتقلو حزب الله لائحة اتهام تتضمن «الانتماء إلى تنظيم إرهابي، ومحاولة قتل جنود في الجيش الإسرائيلي، وإجراء تدريبات ممنوعة على أسلحة في إيران..». وتجري محاكمتهم في المحكمة اللوائية في الناصرة.
وينوي المحاميان، اللذان عيّنهما المدعي العام للدفاع عن المعتقلين، سمدار بن نتان وإيتي هرملين، تقديم التماس إلى المحكمة العليا لاعتبارهم أسرى حرب والسماح للصليب الأحمر بزيارتهم.
يشار إلى أن اسرائيل سمحت في السابق لممثلي الصليب الأحمر بزيارتهم مرتين فقط، لكن من دون أن تتنازل عن موقفها منهم.
وقالت صحيفة «هآرتس» أمس إن «السلوك الإسرائيلي» مع أسرى حزب الله «يتناقض مع سياساتها، التي تسمح للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين الأجانب، بمن فيهم المخربون الذين لا تعترف إسرائيل بأنهم أسرى حرب». وتذرعت اسرائيل بمنع زيارة أسرى حزب الله بأن الحزب يرفض السماح للصليب الأحمر بزيارة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لديه، أو تسليم معلومات عنهما.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد سمحت، قبل عشرة أيام، لعدد من الأسرى اللبنانيين بإجراء مقابلات مع قناة «العربية» الفضائية ومع مراسل صحيفة «معاريف» الاسرائيلية.
إلا أن متحدثة باسم مصلحة السجون رفضت التعليق على موضوع منع زيارة الصليب الأحمر للأسرى، مدعية أنه ممنوع عليها الكلام في هذا الموضوع. ونُقل عنها قولها إنه سيكون بإمكان ممثلي الصليب الأحمر زيارتهم لاحقاً، من دون أن تحدد أي مواعيد.
كذلك، رأى متحدث باسم جيش الاحتلال أن القضية خارجة عن نطاق مسؤولية الجيش، فيما نفى متحدث باسم مكتب رئيس الحكومة معرفته بهذا الشأن. أما جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» فقد أكد أيضاً أن الأسرى ليسوا ضمن مسؤوليته. كما رفض عوفر ديكل، المسؤول عن ملف الأسرى الإسرائيليين في مكتب رئيس الحكومة، التعليق على هذه القضية.
بدورها، وجهت جمعية «أطباء من أجل حقوق الإنسان» رسالة إلى وزير الامن الداخلي، آفي ديختر، طلبت فيها إيضاح الادعاءات التي تقول إن المعتقلين الستة محتجزون في ظروف صعبة، ومن دون ملابس شتوية. لكنّ متحدثة باسم مصلحة السجون نفت ذلك، مشيرة إلى أن المعتقلين يستفيدون من التسهيلات نفسها التي يحصل عليها المحتجزون في منشآتها.