انشغلت اسرائيل امس في الاجابة عن جملة من الاسئلة، اثارتها محاولة زرع عبوات على الحدود في الجولان ليل اول من امس وتداعياتها. ومع الاشارة الى ان حزب الله هو المسؤول عنها، كما تفيد تقديرات المؤسسة الامنية في اسرائيل، الا ان السؤال الابرز تركز على ما إذا كانت هي الاخيرة، أو ستتبعها محاولات.وأشارت إلى أن اتجاهات التقدير في إسرائيل ترى أن المسألة تتعلق بعملية «انتقام من حزب الله، تقررت ونفذت بسرعة قياسية خلال 48 ساعة بعد اعلان الاعلام الاجنبي تنفيذ الطائرات الإسرائيلية هجوماً في سوريا، قيل انه استهدف شحنة صواريخ سكود متجهة لحزب الله في لبنان».

وقال ضابط اسرائيلي رفيع لصحيفة هآرتس، انه «في إثر متابعة استمرت فترة من الزمن، اتضح ان الخلية المكونة من اربعة اشخاص، كانت تعمل على زرع عبوة ناسفة، فأطلقت طائرة من سلاح الجو النار عليها، حيث قتل ثلاثة على الاقل، ويقدرون في الجيش ان الرابع اصيب ايضاً».
وربطاً بالخشية الاسرائيلية من عمليات جديدة، كشفت وسائل الاعلام العبرية ان سلاح المشاة في جيش الاحتلال، تسانده تشكيلات من الطائرات المسيرة والمروحيات، عمل يوم امس على تمشيط منطقة مزارع شبعا، بحثاً عن عبوات ناسفة قد تكون بالقرب من الحدود.
وذكرت مصادر امنية اسرائيلية لصحيفة هآرتس، انه «اذا صحت التقديرات في ان عملية الجولان كانت رداً من حزب الله، فإنه تلوح في الأفق محاولة لتثبيت ميزان ردع جديد في المنطقة». أضافت أن الجيش قرر ان يبقي حالة التأهب واليقظة مرتفعة على الحدود الشمالية، الى ان يتضح إن كان الرد قد انتهى.
وعلى هذه الخلفية، اكدت المصادر لهآرتس أن اتجاهات الأمور ترتبط بالقرار الذي يتخذه (الامين العام لحزب الله، السيد حسن) نصر الله، «الذي لم يدلِ الى الآن بأي موقف حيال ما جرى في سوريا وعلى الحدود في الجولان، والتجربة تؤكد أن كل ما يهدد به يترجمه افعالاً على ارض الواقع». و»بحسب مصادر عسكرية، لا أحد ينفي إمكانية ان يكون هناك رد اضافي من حزب الله، وربما العملية المقبلة على الحدود السورية الا مسألة وقت».
السؤال نفسه طرحته صحيفة «إسرائيل اليوم»، مشيرة الى انّ «من غير الواضح ما اذا كان احباط عملية الجولان سينهي جولة الاحداث في الجبهة الشمالية، اذ بمقدور حزب الله ان يختار ابقاء ملف الاحداث مشتعلاً ومفتوحاً، والبحث عن هدف اسرائيلي اخر لضربه، مع حرصه على ان لا تخرج الامور عن السيطرة». وشبّهت الأمر بـ»لعبة البينغ بونغ الخطرة، وكل عمل ورد ورد على الرد يحمل في طياته امكانية تفجير اكثر من سابقه».
وحذرت «اسرائيل اليوم» الحكومة في تل ابيب من قراراتها، مطالبة بضرورة ان يسارع رئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، لتأليف الحكومة ومن ثم جمع المجلس الوزاري المصغر «للبحث من جديد في مسائل استخدام القوة في الساحتين السورية واللبنانية، كي تضمن اسرائيل الردع من جهة، وفي الوقت نفسه وبشكل اساسي، ان لا ينحرف الجانبان الى تصعيد غير مرغوب فيه».
في الاطار نفسه، وفي ما بدا انه نوع من الانتقاد لسياسة استهداف «شحنات السلاح»، حذرت القناة العاشرة العبرية في نشرتها المسائية امس، من «الكباش الجاري بين حزب الله واسرائيل»، وإمكان ان يجر ذلك الى حرب لبنان الثالثة. وأشارت إلى ان حزب الله «يحاول مضاعفة كمية الصواريخ والقذائف الصاروخية الدقيقة الموجودة لديه، والقادرة على شل قواعد سلاح الجو وضرب مقر وزارة الأمن والمنشآت الاستراتيجية، بينما نرى في المقابل اسرائيل تعمل على اصطياد نقطة في بحر هذا السلاح. فماذا تعني شحنة زائدة او ناقصة، في حين ان لحزب الله نحو 150 الف صاروخ، ولا احد يعرف العدد الحقيقي؟».