يحيى دبوق
قال الباحث الإسرائيلي في الشؤون السورية واللبنانية في معهد موشيه ديان للدراسات الاستراتيجية، ايال زيسر، إن اسرائيل لن تبدأ أي مفاوضات لتبادل اسرى مع حزب الله قبل التأكد من أن الأسيرين الإسرائيليين على قيد الحياة، مشدداً على أن تل أبيب ضيعت فرصة تاريخية بتأخرها بالتفاوض مع سوريا، وعلى أن إيران ستجتاح دول الخليج، وصولاً إلى الأردن، في حال عدوان أميركي إسرائيلي عليها.
وأضاف زيسر، لمجلة «كل العرب» الأسبوعية الصادرة في أراضي عام 48، إنه لا يرى شيئاً ذا أهمية يحدث في لبنان، لكن «على المدى البعيد، أتوقع أن تستأثر الطائفة الشيعية بمعظم مقاليد السلطة، لأنها الطائفة الأكبر والأكثر عدداً». ولدى سؤاله عن إمكان حدوث حرب أهلية في لبنان، أجاب إن «كل شيء وارد، لكني أستبعد مواجهة عسكرية بين الطرفين (اللبنانيين)، مع أن كميات كبيرة من السلاح والمال يتم تزويد المعسكرين بها، فسوريا وإيران تدعمان حزب الله، والسعودية تدعم (رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة وحلفاءه». وقال، رداً على سؤال عن وجود دعم اسرائيلي وأميركي للقوات اللبنانية، «ليس لدي معلومات بشأن ذلك».
ورأى زيسر أنهم في حزب الله «يحاولون ترميم وإصلاح ما دمرته الحرب واستعادة مواقعهم وقواتهم لكن بهدوء وحذر، من دون إثارة أي ضجة ومن دون استفزاز، وهم يزحفون بلباس مدني مجدداً نحو السياج (الحدودي) لكنهم تعلموا الدرس ويتعاملون مع الأمور بحذر شديد»، متوقعاً أن «لا تبدأ إسرائيل أي مفاوضات جدية (لتبادل أسرى) قبل التأكد من أن (الجنديين الأسيرين) حيَّين».
وتملص زيسر من إعطاء إجابة واضحة يحدد فيها المنتصر والمهزوم في الحرب الاخيرة، وقال «برأيي، من الصعب وصف النتيجة بأنها نصر أو هزيمة لأحد، لأنه إذا قرر أحدهم في اسرائيل تدمير لبنان فإنه يستطيع ذلك، بينما لا يستطيع حزب الله فعل الشيء نفسه».
واستبعد الباحث إمكان إجراء مفاوضات مع سوريا، رغم اعتباره أن اسرائيل تضيّع الفرصة في ذلك. وقال إن «هناك تغييراً في اللهجة (تجاه دمشق)، لكني أشك في أن أميركا وإسرائيل تريدان مباشرة مفاوضات مع سوريا في ظل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، الذي تعتبرانه نظاماً معادياً لهما ولا يسير في فلكهما، إضافة الى كونه نظاماً ضعيفاً». وأسف لعدم «استيعاب أهمية الفرصة إلا بعد فواتها كما حدث بعد حرب عام 1973».
وحول إمكان اندلاع مواجهة بين اسرائيل وسوريا، عبّر زيسر عن اعتقاده بعدم وجود تغييرات دراماتيكية في سوريا وفي بنية قواتها وجيشها «الذي بقي كما هو بنسبة عالية جداً»، متوقعاً أن «تقدم اسرائيل على تدمير كل البنى التحتية الرئيسية في سوريا» في حال اندلاع المواجهة، لكن «سوريا ستضرب العمق الاسرائيلي بالصواريخ وستصيبه بإصابات مؤلمة جداً وأكبر مما فعل حزب الله في الحرب الأخيرة».
ورداً على سؤال يتعلق بخطر اندلاع حرب اقليمية بمشاركة كل من إيران وحزب الله وحماس، قال زيسر إن «الإيرانيين في غاية الحذر، ولا أظنهم يورطون أنفسهم في حرب ليست حربهم، اذ لا يهمهم كم من السوريين واللبنانيين يموتون، ذلك أنهم يريدون مصالحهم وفي مقدمتها السلاح النووي»، معرباً عن اعتقاده بأن طهران ستحصل في نهاية المطاف على سلاح من هذا النوع، و«المسألة هي مسألة وقت».
ورأى زيسر أن كل الاحتمالات واردة لجهة قيام اسرائيل او الولايات المتحدة بضرب المواقع النووية الايرانية، لكنه شدد على أن «أياً من الأطراف لا يستعجل الدخول في حرب، لا ايران ولا اميركا ولا اسرائيل». وتوقع، في حال اندلاع مواجهة شاملة ووقوف دول خليجية الى جانب اميركا، أن تعمد إيران الى «اجتياح دول الخليج وصولاً الى الأردن، مستعينة بالسكان الشيعة الذين يشكلون شرائح واسعة من دول الخليج، بل غالبية في بعض الدول مثل البحرين وشرقي السعودية»، رغم استبعاده أن يكون لإيران القدرة على ضرب اسرائيل بشكل تدميري كما يهدد قادتها.