علي حيدر
فشل جديد أقرت به إسرائيل ضمن لائحة الأهداف التي وضعتها للعدوان على لبنان، باعترافها بأن المنظومة العسكرية لحزب الله تم ترميمها، وأن موافقتها على القرار 1701 لم تحقق إلا عدم تجوال عناصر حزب الله بالزي العسكري على الحدود

قدّم رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، عاموس يدلين، أمس، تقريراً أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، رأى فيه «أن حزب الله أعاد تقريباً بالكامل بناء ترسانته من الصواريخ والأسلحة»، مضيفاً إن «عمليات تهريب الأسلحة الى الحزب انطلاقاً من إيران عبر سوريا متواصلة ولا تزال واسعة وقوات الامم المتحدة لا تفعل شيئاً لنزع سلاحه». لكنه أشار إلى أن «حزب الله مشغول الآن في صراعاته الداخلية، والحرب لا تتصدر أولوياته».
ورأى يدلين أن البندين الرئيسيين اللذين أصرت عليهما إسرائيل في القرار 1701 بعد الحرب، نزع سلاح حزب الله على يد القوات الدولية وإيقاف تزويده بالسلاح، لم يطبقا. وأضاف إن الإنجاز الوحيد لهذه القوات في جنوب لبنان هو عدم تجوال عناصر الحزب بالزي العسكري على مقربة من الحدود مع إسرائيل.
وأشار يدلين إلى أن عناصر من تنظيم «القاعدة» أتوا من العارق وباكستان، دخلوا إلى لبنان، محذراً من احتمال تنفيذهم عمليات ضد القوات الدولية في الجنوب اللبناني.
وفي ما يتعلق بحالة التأهب التي أعلنت في صفوف الجيش السوري خلال العدوان الأخير على لبنان، قال يدلين إن «الجيش السوري خفض في الفترة الأخيرة مستوى حالة التأهب، لكنها لم تعد إلى المستوى الذي كانت عليه قبل نشوب حرب لبنان الثانية في تموز الماضي». ورأى أن «إسرائيل لا تعرف باليقين إن كان الرئيس السوري بشار الاسد يريد الوصول إلى سلام مع اسرائيل، لكن من الواضح أنه يريد إجراء مفاوضات من أجل الحصول على الشرعية في العالم».
وتعليقاً على تقرير يدلين، قال عضو الكنيست سيلفان شالوم (الليكود)، لدى خروجه من اجتماع اللجنة، «علينا أن نكون يقظين لأنه ستكون هناك حرب أخرى، لكن ليس معروفاً متى ستنشب». بينما رأى عضو الكنيست يوفال شتاينيتس «أن غيوماً سوداء تتجمع فوق الشرق الأوسط وإسرائيل، وأن قوة حزب الله تتزايد بدعم سوري واضح، وفي الشرق هناك التهديد الإيراني». ورأى أن «حزب الله يعيد بناء قواه ويهدد مجدداً حيفا وشمال اسرائيل».
وذهب عضو الكنيست تسافي هنديل (الاتحاد القومي اليميني) الى القول إن «الاتفاقات التي تم التوصل اليها مع لبنان، والقوات الدولية هي لا شيء على الإطلاق، وإن المضحك من كثرة ما هو محزن، أن تعرف أن حزب الله يواصل التسلح، لكن ليس بشكل علني. وماذا يعني أنه يفعل ذلك من دون ارتداء الزي العسكري».
وعبّر زميله في الكتلة آفي ايتام عن عدم قناعته بجدية النيات السلمية للرئيس السوري. وقال «من الواضح أن سوريا ملتزمة بشكل عميق جداً محور الشر، مع إيران، وتسليح حزب الله والمحاولات لإسقاط (رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة».
في المقابل، علّق عضو الكنيست يوسي بيلين (ميرتس اليساري) بالقول «لو سمع رئيس الوزراء (ايهود اولمرت) ما سمعناه اليوم، لعرف أن عدم بدء حوار مع سوريا بهدف إحلال السلام بشكل فوري هو عبثية وطنية».
وكان وزير المواصلات ووزير الدفاع السابق، شاؤول موفاز، قد تطرّق إلى الوضع على الحدود مع لبنان. وقال «تلقى حزب الله ضربات قاسية، وضربنا بنيته التحتية بقوة، لكنْ هناك أمور لم تتحقق، مثل إعادة الجنود المخطوفين الى البيت، نزع سلاح حزب الله والرقابة على الحدود السورية اللبنانية. وحزب الله يقوم بمحاولة ترميم. والواقع القائم حالياً في الشمال هو محطة إضافية على طريق بلورة الواقع المستقبلي في إسرائيل».