محمد بدير
أظهر استطلاع الرأي الدوري، الذي تجريه جامعة تل ابيب شهرياً تحت عنوان «مقياس السلام»، مدى التناقض الذي يسود أوساط اليهود في إسرائيل إزاء الموقف من العلاقات مع الفلسطينيين، ومن اتفاقات السلام معهم، وإحجامهم عن الاستعداد لدفع ثمن السلام، الأمر الذي يدل مرة أُخرى على الرغبة الإسرائيلية، الشعبية والحكومية، في تحقيق أقصى حد من المكتسبات في مقابل أدنى ثمن ممكن.
وُيستدل من المعطيات التي أظهرها «مقياس السلام»، أنه رغم اعتراف غالبية ملموسة من الجمهور اليهودي (59.9 في المئة) بأنه لا يمكن التوصّل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين من دون إخلاء معظم المستوطنات اليهودية في الضفة والقطاع، إلا أن ثمة أقلية فقط (34 في المئة) تؤيد مثل هذا الإخلاء، مقابل 53 في المئة يعارضون إخلاء معظم المستوطنات اليهودية في الضفة مقابل اتفاق سلام كامل.
ويعزو القيّمون على الاستطلاع هذا التناقض إلى التقدير السائد بين اليهود (68 في المئة) بأنه حتى لو تم إخلاء غالبية المستوطنات من الضفة، فلن يكون هذا الأمر كافياً كي يوقّع الفلسطينيون على اتفاق سلام كامل مع إسرائيل.
من جهة أُخرى، تبدو الآراء منقسمة إزاء قرار الحكومة توسيع المستوطنات في الضفة، كي يسكن فيها الذين جرى إخلاؤهم من قطاع غزة. وهذا يعني أن قسماً من المعارضين للإخلاء على الأقل يعارض توسيعاً إضافياً للمستوطنات، وذلك يعود على ما يبدو، بحسب تحليل القيمين على الاستطلاع، إلى الخشية من تفاقم العلاقات مع الفلسطينيين.
ويظهر توزيع النسب حول هذه المسألة، أن الآراء منقسمة مع تفوّق طفيف للمعارضين: 41 في المئة يؤيدون توسيع المستوطنات، 45 في المئة يعارضونه.
وبالنسبة لتقدير النيات الأساسية للفلسطينيين، تبيّن أنه يوجد أغلبية واضحة (69.5 في المئة) تعتقد أنه لو استطاع الفلسطينيون لدمروا دولة إسرائيل. لكن على الرغم من ذلك، يؤيد 70 في المئة حصول اتصالات مع الفلسطينيين على غرار اللقاء الذي جرى في الآونة الأخيرة بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما أن ثمة غالبية واضحة (58 في المئة) تؤيد أيضاً الاتصالات مع قادة «حماس»، إذا أفرجت الحركة عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، مقابل 37 في المئة يعارضون أي اتصال.
وعن الموقف من اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أشار الاستطلاع إلى أن الكفة تميل باتجاه الذين كانوا راضين عن عملية شنقه، وإن كان الحديث لا يدور عن فرحة عارمة. وفي ما خص الأثر، الذي ستتركه هذه الخطوة في مستقبل المنطقة، يعتقد 53 في المئة أن الأمر يتعلق بخطوة ايجابية، بينما يرى 30 في المئة أن تأثيراته ستكون سلبية لناحية الاستقرار في المنطقة.
وتطرّق الاستطلاع أيضاً إلى نظرة الجمهور الإسرائيلي إلى السنة الجديدة، فظهر أن 43 في المئة يعتقدون أن السنة الجديدة ستكون افضل لجهة أوضاع العالم، مقابل 29 في المئة يعتقدون أنها ستكون أسوأ من سابقتها، و27 في المئة يعتقدون أن الأمر لن يتغير. وبالنسبة لإسرائيل، يتوقع 45 في المئة سنة أفضل، مقابل 30 في المئة يتوقعون عاماًَ أسوأ، و25 في المئة يعتقدون أن الوضع لن يتغير.