محمد بدير
تواصل إسرائيل ضبط إيقاعاتها على وقع الإعداد للحرب التي تحتمل تقديراتها الاستخبارية اندلاعها الصيف المقبل على الجبهة الشمالية. فأعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي نيتها تنفيذ أكبر مناورة في تاريخ الدولة العبرية، تحاكي فيها سيناريوهات مختلفة للحرب مع سوريا ولبنان، وتشارك فيها وحدات من الجيش الإسرائيلي ومؤسسات مدنية، ويشارك فيها كل سكان إسرائيل

أفادت صحيفة «معاريف»، أمس، أن المناورة تهدف إلى تدريب القوات العسكرية والمؤسسات المدنية «استعداداً لحرب محتملة مع سوريا ولبنان، ولمواجهة إمكان تصعيد أمني في المواجهات مع الفلسطينيين».
ويرى قائد الجبهة الخلفية في الجيش الإسرائيلي يتسحاق غرشون، المبلور الأساسي للمناورة الضخمة المزمع إجراؤها في آذار المقبل، كما أفادت الصحيفة نفسها، التي أضافت أن غرشون «عرض المناورة خلال الأسبوع الأخير أمام مكتب رئيس الحكومة وأمام نائب وزير الدفاع افرايم سنيه». ويزمع الجيش الإسرائيلي من خلال المناورة تشغيل قوات مكثفة من خلال استخدام قانون الطوارئ، ومحاكاة سيناريوهات حرب عديدة، بينها «سقوط صواريخ تحمل أسلحة كيماوية وبيولوجية، وحوادث تؤدي إلى إصابات كثيرة».
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الموافقة على فكرة المناورة جاءت بشكل خاص بعد العدوان على لبنان، الذي تبيّن فيه وجوب فحص عدد كبير من العناصر، «بينها كيفية عمل المؤسسات في مواجهة بعضها لبعض، مثل السلطات المحلية مقابل وزارات الحكومة أو مقابل الخدمات الصحية والإنقاذ».
وتابع المصدر أن «الجيش ينوي إشراك عدد كبير من الوحدات في المناورة، إضافة إلى محاكاة «واقع تشترك فيه وحدات في حال إعطاء رئيس الحكومة أوامر استخدام قانون الطوارئ»، مضيفا أن «جميع مواطني الدولة مدعوون إلى المشاركة في المناورة، كي يشهدوا الأوضاع المماثلة، لأنها ليست مناورة لوائية كما كان يجري في الماضي، بل مناورة على صعيد البلاد بأسرها».
وينوي الجيش الإسرائيلي أن يُشرك في المناورة الكبرى جنوداً من الاحتياط، ورجال الشرطة، ومؤسسة نجمة داوود الحمراء، إضافة إلى السلطات المحلية والوزارات، وبالأخص وزارة الداخلية والدفاع ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
من جهته، وجه وزير الدفاع الاسرائيلي، عمير بيرتس، رسالة تهدئة ورفض شديد للتصريحات التي تتحدث عن الاستعداد للحرب وكأنها ستنشب في الصيف المقبل. وقال «لا يوجد اي تقدير بأن اسرائيل تستعد للحرب في الصيف المقبل، ولا يوجد اي معطى يشير الى ذلك. وان ادعوا الجميع ان يكونوا حذرين في تصريحاتهم».
وحول الجهود لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى، اكد بيرتس أن توفير «جهاز لمنع الصواريخ القصيرة المدى يمكن ان تؤمن ردا سواء في مواجهة صواريخ الكاتيوشا او صواريخ القسام» يقع في صلب جدول الاعمال.
وفي السياق، أفادت صحيفة «هآرتس» أمس بأن الجيش الإسرائيلي بلور خطة عملياتية، لمواجهة احتمال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، تشمل تدريباً لمعظم قوات الاحتياط وفق خطة تمتد إلى صيف عام 2008.
ووفقاً لخطة الجيش الإسرائيلي «سيدعى إلى الخدمة هذا العام 75 في المئة من وحدات الاحتياط لإجراء تدريبات حيّة، مع زيادة في حجم التدريب للوحدات النظامية، وتركيز خاص على تحسين أداء الرد العسكري على التهديدات بشكل تناسبي مع الخصم، وتحديداً حرب العصابات وقصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ، وصولاً إلى كبح الإرهاب بشكل لا يؤثر على قدرة المناورة السياسية لإسرائيل».
وأفاد المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» اليكس فيشمان أمس، بأن الجيش الإسرائيلي ينوي تنفيذ كل التدريبات المطلوبة لوحدات الجيش الإسرائيلي هذا العام، و«كأن المواجهة ستنشب في الصيف المقبل».
وقال فيشمان إن «خطة العمل التي عرضها الجيش الإسرائيلي تعبّر عن اشتياق إلى ما كان عليه الجيش قبل ستة أو سبعة أعوام، أي إلى آخر فترة سليمة للجيش شغل فيها أمنون شاحاك منصب رئيس الأركان، قبل أن تدخل المجموعة المصابة بلوثة حكمة التكنولوجيا إلى الجيش».
وشدد فيشمان على أن التحقق الحرفي لخطة الجيش الإسرائيلي ستعيده إلى سابق عهده، «جيشاً مدرباً ومنظماً ومجهزاً يوحي رجاله بالثقة، ويساهم في إعادة ترميم قدرة إسرائيل الردعية المتآكلة».