علي حيدر
حاول رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت، والوفد المرافق له، إضفاء طابع من النجاح، على زيارته للصين، ولا سيما في ما يتعلق بالملف النووي الايراني، عبر الحديث عن أنها «تجاوزت التطلعات»، وأن «المواقف الصينية كانت مشجعة ومفاجئة»، على رغم المواقف الصينية الرسمية التي تؤكد العكس.
وطالب أولمرت، خلال لقائه المسؤولين الصينيين، بضرورة «فعل كل شيء من أجل منع كابوس النووي الإيراني من التحوّل الى واقع»، وفي حال عدم التزام إيران مطالب مجلس الأمن «ينبغي فرض عقوبات اقتصادية عليها».
لكن أحد أعضاء الوفد الاسرائيلي نقل عن الصينيين أنهم «يفضّلون فعل كل شيء لإرضاء الجميع».
وتعليقاً على ما أدلى به أولمرت عن شعوره بالمفاجأة من الموقف الصيني في الموضوع النووي الايراني، قالت صحيفة «هآرتس» «في الواقع الموقف الصيني لا يزال كما هو ولم يحصل أي تغيير فيه، والعزاء الوحيد لأولمرت هو الود الذي أظهره الرئيس الصيني ورئيس الحكومة تجاهه خلال الزيارة».
وفي ما يخص برنامج زيارته للصين، التقى أولمرت، في اليوم الثالث والأخير، بالرئيس الصيني هو جينتاو، وبحث معه الموضوع الايراني والمسائل الاقتصادية بين البلدين. وذكرت صحيفة «هآرتس» ان المسؤولين الصينيين أظهروا اهتماماً كبيراً بالتعاون مع اسرائيل في مجال الدراسة والتطوير والتكنولوجيا التي طورتها اسرائيل على صعيد تحلية المياه. ونقلت أيضاً أن الطرفين اتفقا على تعزيز التجارة المتبادلة بين البلدين من معدل سنوي قيمته حوالى 4 مليارات دولار عام 2006، الى 10 مليارات دولار عام 2010.
وأعلن أولمرت، في ما يخص العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، افتتاح قنصلية ثالثة في مدينة كانتون الواقعة في أحد الأقاليم الأكثر ثراء في جنوب الصين. وعلّق بأن «الصين هي الدولة الوحيدة في العالم، باستثناء الولايات المتحدة، التي لدينا فيها أكثر من سفارة وقنصلية».
في سياق آخر، هوَّن أولمرت من تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، التي وصف فيها اسرائيل بأنها «أمر واقع»، بقوله «هل يعني ذلك أننا لم نكن موجودين حتى الآن».
وفي نغمة تنطوي على استهزاء، قال أولمرت «هل من المتوقع مني أن أتحقق مما قاله.. أو أقرأه؟».
ويُشار الى ان الموضوع الفلسطيني كان إحدى القضايا التي بُحثت مع المسؤولين الصينيين الذين قال لهم أولمرت بأن العقبة الأساسية للمفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) تكمن في غياب توافق داخل المجتمع الفلسطيني.