محمد بدير
إسرائيل تتطلع إلى علاقات مختلفة مع قوات الطوارئ الدولية المعززة (يونيفيل)، بعد رحيل قائد هذه القوة الفرنسي آلان بيلّيغريني، الذي حمل عليه الجيش الإسرائيلي لتهديداته السابقة باستخدام القوة لوقف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية

أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية أمس عن ارتياحها للأنباء التي تتحدث عن قرب انتهاء مهمة قائد قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في جنوب لبنان، الجنرال الفرنسي آلان بيلّيغريني.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قوله: «تخلصنا من عقاب هذا الرجل أمر محمود».
وذكرت الصحيفة أن ردود الفعل المرحبة برحيل بيليغريني سببها أن الأخير لم يحسن تفعيل قوات «اليونيفيل» في مهامها التي أرسلت من أجلها، وهي «منع الإرهاب»، بحسب تعبير الضابط الإسرائيلي، الذي رأى أن الجنرال الفرنسي «فضّل تجاهل اعتداءات حزب الله على الجيش الإسرائيلي، وتجاهل حقيقة أن جنديين من الجيش الإسرائيلي لا يزالان محتجزين لدى حزب الله».
وقدّمت «معاريف» الجنرال الفرنسي في قالب سلبي بالنسبة إلى إسرائيل.
وقالت إنه «أظهر منذ توليه قيادة اليونيفيل في شباط 2004 معاملة عدائية تجاه الجيش الإسرائيلي في مناسبات عديدة».
ونقلت عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية قولهم قبل الحرب إنه «كان ينتهج سياسة واهنة في مقابل حزب الله، وإن «احتمال أن تسعى قوات تحت إمرته إلى احتكاك بمقاتلي حزب الله من أجل منعهم من تنفيذ عمليات معادية ضد إسرائيل كان احتمالاً ضعيفاً».
واستعرضت «معاريف» تصريحات لبيلّيغريني أطلقها بعد الحرب، رأت أنها غير مسبوقة في سياق التعاطي من قبل قوات الطوارئ، مع إسرائيل. وفي هذا المجال، استحضرت ما قاله في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية في تشرين الثاني الماضي، «حيث ذهب بيلّيغريني بعيداً في تصريحاته وقال إنه يستعد للعمل عسكرياً ضد الجيش الاسرائيلي».
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى قوله إنه «قد يكون من المفروض تغيير قوانين فتح النار، بحيث تتمكن قوات اليونيفيل من إطلاق النار باتجاه أي طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، تخرق المجال الجوي اللبناني».
وخلصت الصحيفة الإسرائيلية إلى الاستنتاج أنه «في ضوء هذه التصريحات، ليست هناك أي مفاجأة كبيرة في كون الجيش الإسرائيلي غير متأسّف لرحيل الجنرال بيلّيغريني. لكن على الأقل في مجال واحد لا يوجد خلاف، هو أن بيلّيغريني قام بعمل ناجح: تفعيل جنوده في عملية تفكيك وتفجير نحو 18 ألف قنبلة ولغم بقيت في جنوب لبنان بعد الحرب»، في إشارة إلى القنابل العنقودية التي خلفها العدوان الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية.
وبحسب «معاريف»، فإن التقارير الواردة من قوات «اليونيفيل» تتحدث عن إنهاء بيلّيغريني لخدمته الشهر المقبل، وهناك ثلاثة جنرالات إيطاليين يتنافسون على خلافته في المنصب، أحدهم الجنرال باولو جيرموتي «الذي يُعَدُّ من الضباط المحترمين»، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
وتوقّعت مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الشمالية أن القائد الإيطالي المرتقب تعيينه على رأس اليونيفيل خلفاً لبيلّيغريني، «سيعمل بحزم وصرامة في مواجهة حزب الله الذي عاد للعمل في منطقة الحدود من داخل القرى الشيعية».
مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الشمالية قالت أمس لـ«معاريف» إنه يوجد تعاون ناجح مع قوات الأمم المتحدة في قطاع زرعيت، ويوجد انطباع بأن الأمم المتحدة تستجيب فوراً لأي ملاحظات من الجيش الإسرائيلي بشأن ما يحدث في الجانب اللبناني.