مجزرة جديدة ارتكبتها الفصائل الإسلامية المتشددة في بلدة اشتبرق، جنوب جسر الشغور، تضاف إلى مجموع المجازر التي ارتكبت خلال سيطرتهم على مدينتي ادلب والجسر. المجزرة مرّت عرضاً في وسائل الإعلام التي عمدت إلى التكتم وصرف الانتباه عنها، ببثّ صور انتصارات «القاعدة» وأخواتها. تامر مصري، أحد سكان البلدة من الذين تمكنوا من الانسحاب عند دخول المسلحين، يروي لـ«الأخبار» تفاصيل جديدة عن المجزرة التي فقد فيها شقيقه وثمانية من أفراد أسرته، ما عدا المفقودين.
«عند انسحاب عناصر حاجز الجيش من الطريق العام من جهة جسر الشغور تمكن المسلحون من التسلل إلى القرية... الهجوم كان عنيفاً فلم يبق خيار امامنا إلا الانسحاب حيث أصبح الاهالي يتراكضون باتجاه الأراضي الزراعية المؤدية إلى بلدة الزيارة، إضافة إلى خروج ارتال من السيارات على الطريق العام استُهدفت بالرشاشات الثقيلة والصواريخ، ما أدى إلى استشهاد العشرات من الأهالي، من بينهم سكان من أبناء مدينة جسر الشغور الذين كانوا يسلكون الطريق نفسه».

فقد تامر ثمانية
من أفراد أسرته، ما
عدا المفقودين

ويلفت إلى أنّ «المسلحين توافدوا باتجاه القرية من محور مدينة جسر الشغور على طريق حلوز ومحور بلدتي السرمانية وغانية ونزولاً من الجبال المطلة على البلدة، وكانت أعدادهم كبيرة حيث وقع عدد كبير من الأهالي بين أيديهم، وفقدت شقيقي وزوجته وولديهما، وعمي وزوجته وابنة عمي». وأشار إلى ان نحو 700 شخص كانوا في القرية أثناء الهجوم على جسر الشغور، مبيناً ان عدداً من أفراد عائلات المصري وفخرو ودوبا وخضيرة وهرو وحمود استشهدوا خلال دخول المسلحين، «وإلى الآن العدد المؤكد بين مفقود وشهيد تجاوز المئتين ووصل أكثر من 100 آخرين إلى بلدة جورين في سهل الغاب»، بينما لا يزال مصير البقية مجهولاً. وجرى توثيق، حتى يوم أمس، أسماء أكثر من 68 شهيداً بينهم 15 طفلاً. محمد يوسف حمود، أحد سكان البلدة والمدافعين عنها، استشهد أثناء إخراجه عائلته، حيث استهدف المسلحون سيارته بقذيفة أدت إلى استشهاده مع شقيقته، ثمّ اختطفت والدته التي ما زال مصيرها مجهولاً.