strong>حالوتس ينفي الاستعداد لمواجهة مع سوريا في الصيف ويرى تقلّصاً في نشاط «حزب الله»
نفى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس المعلومات، التي تحدثت عن حرب محتملة مع سوريا خلال الصيف المقبل، فيما رأى رئيس جهاز الشاباك يوبال ديسكين أنه كلما ازدادت حدة المواجهات بين «حماس» و«فتح» ازدادت فرص تأليف حكومة وحدة فلسطينية.
ودعا عدد من وزراء الحكومة خلال جلستها الأسبوعية إلى الكف عن سياسة ضبط النفس والقيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، فيما رأت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أن المصلحة الإسرائيلية تقضي أنّه بموازاة أي عملية عسكرية ينبغي إجراء محادثات مباشرة مع الجهات الفلسطينية المعتدلة.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان (رئيس حزب يسرائيل بيتنا)، خلال جلسة الحكومة، إنه منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار «أُطلق أكثر من مئة صاروخ باتجاه إسرائيل». ودعا الى القيام بعملية عسكرية واسعة ومخطط لها تدفع أوروبا إلى إرسال 30 الف جندي من قوات حلف شمال الأطلسي للمحافظة على إنجازات العملية. فيما رأى الوزير من دون حقيبة يعقوب ادري (كديما) «أننا لا نستطيع مواصلة سياسة ضبط النفس لفترة طويلة، ومن الممنوع استمرار الوضع الحالي الذي تُطلَق فيه الصواريخ باتجاه اسرائيل ونحن لا نرد». أمّا نائب رئيس الحكومة ووزير الصناعة والتجارة، ايلي يشاي، فقال قبل الجلسة «يطلبون منا الانتظار والانتظار والانتظار، وفي نهاية الأمر سندفع جراء ذلك الثمن. ومعنى ذلك تكرار ما حصل في لبنان، هناك انتظرنا لعدة سنوات وأعطينا حزب الله الوقت. أيضاً هنا سيحدث الأمر نفسه، سيواصلون حفر الأنفاق، تهريب الأسلحة والتنظيم». وأضاف «ينبغي المبادرة إلى عملية منظمة ومخطط لها تقلّص خياراتهم. هذا الانتظار واللامبالاة يسمحان للمنظمات بالتسلح لضرب مستوطنات غلاف غزة.
ورد رئيس الحكومة إيهود أولمرت على هذه الدعوات بالقول إن إسرائيل تبذل جهوداً للوصول إلى إجراء محادثات مع الفلسطينيين، مشدداً على أن اسرائيل تريد «التحدث بشكل عملي ومسؤول إليهم، هذه هي سياسة الحكومة، ولا يوجد لدى أحد في العالم شك في نياتنا». وأوضح أولمرت أنه «منذ شهرين ونصف شهر، نحن نعتمد سياسة ضبط النفس. وليس سراً أنه ليس كل أعضاء الحكومة في اسرائيل ولا كل الأجهزة الأمنية تحبّذ هذه السياسة. لكن حسب رأيي القصد هو بعث رسالة مفادها أولاً أننا نريد حقاً التوصّل إلى محادثات عملية. وأنا آمل أن لا يحصل تراجع عن الالتزام تجاهنا وتجاه المجتمع الدولي».
بدورها قدّمت ليفني تقريرها السياسي بخصوص استمرار الحوار مع «الجهات المعتدلة في السلطة الفلسطينية». وقالت إن على إسرائيل «الإصرار على مبدأين للتقدم السياسي، تعزيز المعتدلين والمحافظة على المصالح الأمنية الإسرائيلية».
ورأت ليفني أنه «بموازاة أي عملية عسكرية فإن المصلحة الاسرائيلية هي في إجراء محادثات مباشرة مع الجهات الفلسطينية المعتدلة».
وعرّجت ليفني في تقريرها على الوضع في لبنان حيث «شددت على أنه ينبغي فرض حظر على السلاح من جانب الدول الأوروبية المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات». وبشأن الموضوع الإيراني قالت إنها خلصت من محادثاتها مع نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس إلى «أن هناك تفاهماً بين الدول المعتدلة في المنطقة في ما يتعلّق بالخطر الإيراني الملموس». وأوضحت أن جزءاً من الدول المعتدلة ربط بين الوضع الإيراني والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما ترفضه إسرائيل مطلقاً. ورأت أنه بسبب التهديد الإيراني «تكوّنت فرصة لتشخيص مصلحة مشتركة بين هذه الدول (العربية المعتدلة)، وإسرائيل وجهات فلسطينية معتدلة».
وقدّم خلال جلسة الحكومة كل من رئيس الأركان العامة للجيش دان حالوتس ورئيس الشاباك يوبال ديسكين تقريره الأمني. حيث نفى حالوتس ما نُشر أخيراً عن أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تستعد لحرب في الصيف المقبل مع سوريا. وقال «نحن دائماً جاهزون ولكن ليس لدينا معلومات حاسمة»، بشأن حرب كهذه. وشدد على عدم وجود إنذارات بخصوص الحرب مع سوريا في الصيف،
وأشار حالوتس أيضاً إلى أن نشاطات حزب الله تقلّصت في أعقاب عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان «وهذا أمر مؤثر لا لبس فيه».
وتناول حالوتس أيضاً الوضع في ايران، حيث أكد أنها تواصل تعزيز علاقاتها بسوريا وحزب الله و«الجهاد الاسلامي» و«حماس». وشدّد على أن «الجيش الإيراني يبني قوته ويركّز بشكل أساسي على مجال الدفاع الجوي». وأضاف إن إيران تبني قوتها بشكل متسارع تمهيداً للإعلان عن شيء غير واضح حتّى الآن في ذكرى انتصار الثورة في إيران في شباط 2007، وأنه من الممكن أن يعلن الرئيس أحمدي نجاد عن مرحلة أخرى في تطور المشروع النووي.
أما رئيس الشاباك، ديسكين، فقد أشار الى تراجع نوعي، خلال الشهر الأخير، في عدد الصواريخ التي أُطلقت باتجاه النقب الغربي، حيث سقطت 7 صواريخ في مقابل 16 صاروخاً خلال الشهر الذي سبقه.
وتطرق ديسكين أيضاً إلى الصراع داخل السلطة الفلسطينية بالقول «كلما ارتفعت المواجهات بين «حماس» و«فتح» ازدادت فرص تأليف حكومة وحدة وطنية». ورأى أن «حماس تخشى من أن تؤدي هذه التطورات الى خروج الناس ضدها».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن ليبرمان، بعد لقائه رايس أول من أمس، قوله إن «تنفيذ اسرائيل اجتياحاً واسعاً لقطاع غزة هو مسألة وقت فحسب»، مشدداً على وجوب أن ينتج من الحملة العسكرية المنظّمة على غزة، إذا قررتها اسرائيل «مرابطة ثلاثين ألف جندي من حلف شمال الأطلسي في القطاع، للحفاظ على الإنجاز العسكري».
وفي السياق نفسه، تحدّث مصدر أمني رفيع لـ «معاريف» أنه على ضوء استمرار إطلاق صواريخ «القسام» والتسلح المكثف للمنظمات الإرهابية.. فإن القيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع أصبح أمراً حتمياً، وإن قوات الأمن تستعد لهذا الخيار بكامل الجدية.