يحيى دبوق
تركت استقالة رئيس الأركان دان حالوتس أصداءً واسعة في إسرائيل، ولقيت ردود فعل متفاوتة، تركّزت في غالبيتها على دعوة كل من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس الى تقديم استقالتهما، لكونهما يتحمّلان إلى جانب حالوتس المسؤولية بالفشل عن حرب لبنان.
ففي حين عبَّر أولمرت عن «أسفه» من استقالة حالوتس، أثنى ضبّاط كبار في هيئة الأركان العامة على هذه الخطوة، ورأوا أنها صائبة في ظل ما كشفت عنه التحقيقات حول أداء الجيش في الحرب على لبنان.
وقال أحد الجنرالات، الذين كان لهم دور خلال العدوان على لبنان لصحيفة «هآرتس»، «لقد آن أوان هذا القرار»، وإنه سبق لقائد المنطقة الشمالية اللواء أودي ادم أن رأى أن استقالته ذات بعد أخلاقي «الآن ينضم إليه حالوتس».
بدوره، رأى رئيس لجنة فحص أداء هيئة الأركان خلال الحرب على لبنان اللواء ـ احتياط ـ دان شومرون أن قرار حالوتس «من الممكن أن يؤدي إلى تأخير وعرقلة تنفيذ التوصيات والعبر التي تم استخلاصها»، معتبراً أن الجو العام القاسي والضغط عليه من الداخل والخارج هما اللذان دفعاه إلى هذا القرار.
وأعربت هيئة، جنود الاحتياط، في الجيش التي دعت منذ البداية الى استقالة حالوتس، عن رضاها إزاء هذا القرار. وقال أحد مسؤوليها، آسي دفيدوف، «كان هذا الأمر محتّماً، ومن الأفضل أن يأتي متأخراً على ألّا يأتي مطلقاً، وإن الاستقالة ستنفع الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل».
وكجزء من أصداء الاستقالة، تعالت أصوات تدعو كلاً من أولمرت وبيرتس إلى تحمّل مسؤولية الفشل في الحرب عبر تقديمهما استقالتهما.
فقد قال عضو الكنيست، المرشح لرئاسة حزب العمل، أوفير بينس، لقد كانت «خطوة حالوتس لا مفرّ منها، لكنه ليس هو المسؤول وحده عن إخفاقات الحرب، بل الحكومة أيضاً، ولم يكن المستوى السياسي بريئاً من الأخطاء، كانت هناك إخفاقات وفشل لدى المستوى السياسي».
أما رئيسة كتلة «ميرتس»، زهافا غلأوون فعلّقت بالقول: «لا يملك أولمرت وبيرتس الشرعية الأخلاقية لتعيين رئيس هيئة الأركان المقبل، ففشل حرب لبنان لا يمكنه أن يتوقف في المستوى العسكري، فالمستوى السياسي أيضاً الذي اتخذ قرارات غير مسؤولة بالخروج إلى الحرب، يجب أيضاً أن يذهب إلى البيت».
بينما رأى عضو الكنيست داني ياتوم (العمل) أن «لحالوتس حقوقاً كثيرة لكن لم يبق أمامه خيار سوى الاستقالة».
وكانت دعوات أعضاء المعسكر اليميني في الاتجاه نفسه، اذ دعا رئيس كتلة «الليكود»، غدعون ساعر، أولمرت وبيرتس إلى الاستقالة، قائلاً «لا يمكن أن يتحمّل رئيس الأركان كل الذنب، في حين يستمر المسؤولون عنه في المستوى السياسي، الذين يتحملون مسؤولية فشل الحرب، في التهرب من مسؤوليتهم ومواصلة مهماتهم».
أما عضو الكنيست يسرائيل كاتس (الليكود) فقال إن «استقالة رئيس أركان الجيش تؤكد بشكل رسمي فشل حرب لبنان وهو ما يلزم رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالاستقالة».
وطالب كاتس أيضاً «بتشكيل حكومة طوارئ صهيونية وإجراء انتخابات عامة بعد نصف سنة».
ورأى عضو الكنيست آفي ايتام (الاتحاد القومي اليميني المتطرف) أن استقالة حالوتس «هي نتيجة لا يمكن منعها جراء الفشل في حرب لبنان».
فيما رأى عضو الكنيست يسرائيل حسون (إسرائيل بيتنا) أن «حالوتس هو شخص محترم وقام بالعمل المناسب وأدعو بيرتس أيضاً إلى إظهار قدرة قيادية مشابهة».
من جهة أخرى، رحب المستوطنون أيضاً باستقالة حالوتس، وخصوصاً أولئك الذين تم إخلاؤهم من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط صيف عام 2005. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن هؤلاء المستوطنين أن «التاريخ سيذكر حالوتس كرئيس أركان الاقتلاع والطرد». واعتبروا أن استقالته «هي تحذير لكل من يجرؤ على المس بأرض إسرائيل».