حيفا ــ فراس خطيب
أشعلت استقالة حالوتس «حرب خلافة» على منصبه يُتوقع أن ترتفع سخونتها في الأيام المقبلة قبل أن يقع الحسم الذي سيكون انعكاساً، كما كل شيء في إسرائيل، للتجاذبات السياسية بين الأطراف المعنية بصناعة القرار

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بدء «المشاورات اللازمة» لتعيين قائد جديد لهيئة أركان الجيش خلفاً لحالوتس، مشيراً إلى أنَّ التعيين سيتم خلال «أيام معدودة». وأوضح، خلال لقائه عدداً من الصحافيين في الكنيست، أنه سيستشير لجنة «فينوغراد التي تجري تحقيقاً في حرب لبنان في ما إذا كانت تتحفظ على تعيين أحد المرشحين إذا كان المرشح من بين الضالعين في إخفاقات حرب لبنان الثانية».
ومن المتوقع أن يجري أولمرت لقاءات تشاورية مع عدد من المسؤولين، بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ورئيس المعارضة في الكنيست الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعدد من قادة الأركان الاسرائيليين السابقين، إضافة إلى وزير الدفاع عامير بيرتس وقائد الأركان المستقيل دان حالوتس.
واشارت الإذاعة الاسرائيلية إلى أنَّ أولمرت سيلتقي ايضاً نائبه شمعون بيريز ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك. ويشير مراقبون إلى أنّ المشاورات مع إيهود باراك ستأتي بناءً على «فرضية تولي الأخير حقيبة الدفاع في حال فوزه في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل في أيار المقبل».
وعلى الرغم من أنَّ أولمرت أعلن أنَّ تعيين قائد الأركان الإسرائيلي سيكون خلال أيام، إلا أنَّ المراسل السياسي للإذاعة الاسرائيلية، قال نقلاً عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء إن التعيين «لن يحصل قبل منتصف شهر شباط المقبل».
ويذكر أنَّ آلية تعيين قائد الأركان في إسرائيل تبدأ بترشيح وزير الدفاع شخصاً يتوافق مع رئيس الحكومة عليه، قبل أن يعرض للمصادقة النهائية داخل الحكومة. وقد شرع بيرتس بلقاء المرشحين الأوفر حظاً للمنصب، واجتمع أمس بكل من قائد القوة البرية في الجيش، الجنرال بيني غينتس، وبنائب رئيس الأركان، الجنرال موشيه كابلنسكي. إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن بيرتس حسم أمره سلفاً وأنه يرشح ضمنياً مدير عام وزارة الدفاع، الجنرال في الاحتياط، غابي أشكنازي، الذي يعتبر من المقربين منه.
أشكنازي: الأوفر حظاًوُلد أشكنازي عام 1954، وتجند في الجيش عام 1972 وبدأ خدمته في لواء غولاني الذي تدرج فيه قبل أن يتسلم قيادته عام 1986 لمدة سنتين، ثم يشغل منصب قائد قسم العمليات في قيادة المنطقة الشمالية، ويُرَقَّى عام 1990 إلى قائد فرقة مدرعات في الشمال.
في عام 1992 قاد وحدة الارتباط في جنوب لبنان، وبعد عامين عُين رئيساً لوحدة العمليات في هيئة الأركان العامة. في تموز 1998 أصبح قائداً للمنطقة الشمالية بعد ترقيته إلى رتبة لواء، وشغل منصبه الجديد مدة أربع أعوام أشرف خلالها على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وفي عام 2002 عُين نائباً لرئيس الأركان، وهو آخر منصب عسكري شغله قبل تسرحه من الخدمة احتجاجاً على عدم تعيينه رئيساً للأركان عام 2005.
يحفل السجل العسكري لأشكنازي بعدد من المشاركات أهمها عملية «عين تيبي» لتحرير الرهائن الإسرائيليين في أوغاندا، واجتياح لبنان عام 1978 (عملية الليطاني) الذي تعرض خلاله للإصابة.
وأشكنازي هو الأوفر حظاً لخلافة حالوتس، ليس فقط لأنه من مقربي وزير الدفاع، بل لأنه الوحيد من بين المرشحين الفعليين الذين لم تصبهم لعنة العدوان الأخير على لبنان وليس شريكاً في المسؤولية عن الإخفاقات التي مني بها الجيش.
ورجحت مصادر أمنية إسرائيلية أن يكون أشكنازي المرشح صاحب الفرصة الأكبر لتولي منصب قائد الأركان نظراً لقدرته على «إنقاذ الجيش الإسرائيلي من المستنقع الموجود فيه».
كابلنسكي: لعنة لبنانبدأ كابلنسكي خدمته العسكرية جندياً في لواء غولاني، وتدرج داخله ليصبح قائداً له، قبل أن يتسلم قيادة الفرقة 91 على الحدود الشمالية مع لبنان. عُين عام 2001 سكرتيراً عسكرياً لرئيس الوزراء أرييل شارون ورقي إلى رتبة جنرال، ثم عُين قائداً للمنطقة الوسطى في آب 2002. وفي آذار 2005 أصبح كابلنسكي نائباً لرئيس الأركان.
وكابلنسكي هو من أوثق المقربين لرئيس الأركان المستقيل، دان حالوتس، وقد انعكس ذلك أخيراً في تعيينه ممثلاً شخصياً له في قيادة المنطقة الشمالية خلال الحرب، الأمر الذي أثار حفيظة قائد المنطقة أودي آدم. يرى سياسيون أن تعيينه رئيساً للأركان حالياً ليس محبذاً.
غينتس: عقبة العمر