حذّر تقرير استخباري إسرائيلي من انهيار «إنجازات» الحرب على لبنان جراء سياسة تقديم المساعدات التي تقدمها إيران إلى لبنان «في محاولة لشراء قلوب الجمهور وتعزيز مكانة حزب الله». وقالت صحيفة «معاريف» إن التقرير، الذي أعدته هيئة سياسية أمنية حكومية ووُزّع على كبار مسؤولي وزارة الخارجية في إسرائيل والخارج، يقدّم شرحاً مفصلاً للأوضاع الحالية في لبنان ويحاول أن يستشرف مستقبل البلد في الأشهر القادمة.ويعرض التقرير بالتفصيل للمساعدات التي قدمتها إيران إلى لبنان، موضحاً أوجه صرف هذه المساعدات على مستوى مشاريع إعادة البناء وحجم المبالغ المقررة لكل مشروع بالأرقام. ويعتبر التقرير أن المساعدات الإيرانية، التي يصفها بأنها «الاستثمارات الناجعة» المقدرة بمئات ملايين الدولارات، يمكن أن تؤدي «إلى جانب استمرار الضغط السياسي والإرهابي ضد الحكومة اللبنانية، إلى تآكل إنجازات الحرب» من خلال «عدم تطبيق القرار 1701».
وفي السياق يشير التقرير إلى «وجود تخوّف متعاظم من إمكان اندلاع حرب أهلية لبنانية، تمهد الطريق أمام عودة سوريا الى لبنان».
ونقلت «معاريف» عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله إن «التقرير الاستخباري يبين أن إيران تمكنت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة منذ انتهاء الحرب من أن تبدو بمظهر المخلّصة للبنان، من خلال توزيعها عشرات ملايين الدولارات، وإطلاقها وعوداً بإنفاق مئات ملايين أخرى مخصصة لأعمال الترميم وإعادة البناء في مختلف المجالات بعد الحرب». وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تلقت، في الأشهر الأخيرة خلال جلساتها الأسبوعية، عدداً من التقارير الاستخبارية التي أعدها الجيش تتحدث عن «الاستثمارات الإيرانية في لبنان». ووصفت التقارير الظاهرة بأنها مثيرة للقلق، وأوصت باتخاذ خطوات على الساحة الدبلوماسية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في لبنان «الذي يعزز وضع المتطرفين فيه ويضعف مكانة حكومة فؤاد السنيورة».
وبحسب الصحيفة، فإن محافل سياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربت لها عن تقديرها بأن «السنيورة ليس معنياً بالاستثمارات الايرانية في بلاده بالحجم الحالي، بل ويتخذ موقفاً مشكّكاً تجاه المساعدة السخية من طهران». وتضيف هذه المحافل أن «السنيورة، برغم ذلك، غير قادر على الاعتراض على الاستثمارات، لأن اللبنانيين يرون فيها مساعدة في إعادة بناء بلادهم بعد الحرب».
(الأخبار)