علي حيدر
بيريز يحذّر من «حالة الهستيريا واليأس» ونتنياهو يطلب رئيس أركان لمواجهة إيران

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس أمس، تلبية المطالب باستقالتهما، التي تزايدت في أعقاب استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس. فيما بدأ كل منهما مشاوراته لتحديد هوية المرشح المقبللرئاسة الأركان في ظل أجواء مشحونة بينهما، فيما دعا فيه نائب رئيس الحكومة شمعون بيريس الى الكف عن حالة الهستيريا والمبالغة وأجواء اليأس، معتبراً أن الأجواء السائدة في إسرائيل هي التي أدت إلى الاحتفالات في لبنان. كما رأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ان إسرائيل تملك من القوة ما يكفي لمواجهة نتائج استقالة حالوتس.
ويُتوقع أن يعقد أولمرت سلسلة مشاورات مع رؤساء الوزراء السابقين؛ شمعون بيريز وإيهود باراك، بعد لقائه بنيامين نتنياهو، ووزراء الدفاع السابقين شاؤول موفاز وبينامين بن أليعيزر وموشيه آرينز. كما يُتوقع أن يلتقي الأسبوع المقبل رؤساء هيئة أركان الجيش السابقين دان شومرون وأمنون شاحاك وموشيه يعالون، بعدما التقى حالوتس للاستماع إلى توصيته بشأن خليفته.
وتشير التقارير الى أن أولمرت يعطي وزناً لمواقف باراك وعامي أيالون، اقوى المرشحين لشغل منصب رئاسة حزب العمل ووزارة الدفاع.
ووسط أجواء مشحونة بين أولمرت وبيرتس في شأن تعيين رئيس الأركان الجديد، أوضح مقربون من رئيس الحكومة أنه ينوي أخذ دور فعّال في قرار التعيين. وقالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة إنه حتى نهاية الأسبوع المقبل سيُحدَّد المرشح الذي سيكون مقبولاً من جانب رئيس الحكومة ووزير الدفاع لرئاسة الأركان. على أن تُصادق الحكومة عليه، كما هو متوقع، منتصف شهر شباط المقبل، بعد المصادقة عليه أيضا من جانب لجنة برئاسة قاضي المحكمة العليا، يعقوب تيركل.
وضمن مشاورات «الخلافة» التقى وزير الدفاع أمس رئيس الأركان الأسبق دان شومرون، بعدما عقد أربعة لقاءات شخصية مع مرشحين محتملين هم: نائب رئيس الأركان موشيه كابلنسكي، وقائد سلاح البر بني غينتس، واثنان من الاحتياط، غابي اشكنازي وايلان بيرن.
وقال بيرتس، خلال مراسم ذكرى ضحايا الغواصة دكار في جبل هرتسل، إن «الجيش استخلص العبر من حرب لبنان». وأجرى «بقيادة رئيس الأركان (المستقيل)، تحقيقات طويلة وجذرية ومعمقة».
هذا في هذا الوقت الذي أكدت فيه موظفة مقرّبة من اولمرت أنه «ليس لديه نية في التخلي عن مهماته». واستبعاد بيرتس استقالته من منصبه.
ورأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني خلال زيارتها الى اليابان أن إسرائيل «تملك من القوة ما يكفي لمواجهة نتائج استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس وفتح تحقيق مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت». وعبّرت عن «تقديرها الكبير» للجنرال حالوتس، مؤكدة ان السلطات في اسرائيل منفصلة.
وفي السياق، دعا بيريز، خلال مشاركته في مؤتمر مركز الحوار الاستراتيجي الذي يعقد في كلية نتانيا الأكاديمية، الى «الكف عن حالة الهستيريا والمبالغة وأجواء اليأس التي سادت في الدولة في أعقاب استقالة حالوتس». ودعا الى تقديم الدعم لحالوتس وبقية اعضاء هيئة اركان الجيش في «الساعات العصيبة» التي تمر بها اسرائيل.
وعلّق بيريز على الاحتفالات التي جرت في بيروت في أعقاب اعلان استقالة حالوتس. وقال «تعالوا نوقف الاحتفال (في بيروت)، تعالوا نوقف تشويه سمعة أنفسنا، نوقف الاتهام ونوقف المبالغة».
اما رئيس المعارضة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو فقال بعد لقائه أولمرت «المطلوب تعيين رئيس أركان يجعل الجيش الإسرائيلي قادراً على ترميم قدرة الردع الإسرائيلية ويؤهل الجيش لمواجهة التهديدات الماثلة أمام الدولة وعلى رأسها التهديد الإيراني»، واعداً بأن يدعم «الليكود» أي رئيس أركان يتم تعيينه.
أما عضو الكنيست بنيامين بن اليعازير (العمل) فقد أثنى على ما أقدم عليه حالوتس «ولو أنها جاءت متأخرة». ودعا الى تعيين باراك وزيراً للدفاع «لأن موضوع الأمن ليس لعبة سياسية بل هو موضوع وطني».