علي حيدر
رأى الملك الأردني عبد الله الثاني أمس أن هزيمة إسرائيل في مواجهة حزب الله تشكل «سابقة خطيرة» في المنطقة، وأن حل الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني سيساعد على مواجهة إيران. ودعا إسرائيل إلى اعتماد أولوية المسار الفلسطيني على المسار السوري، رابطاً مستقبل الأردن بمستقبل الدولة العبرية في مواجهة التهديد النووي الإيراني.
وأوضح عبد الله، خلال مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشرت أمس، أنه «وفقاً للمفهوم العربي، وإلى حد ما الإسرائيلي، لقد خسرت إسرائيل الحرب في هذا الصيف. وهو ما أوجد سابقة خطيرة لمصلحة فكر متطرف في المنطقة». وأعرب عبد الله عن قلقه من وتيرة المواجهات في المنطقة، مؤكداً أن «المواجهة المقبلة بين إسرائيل وطرف ما في المنطقة هي مسألة وقت فقط، إن لم يتم دفع العملية السياسية. وقال إن ذلك «سيحصل أقرب مما نتصور. وإننا كلنا في القارب نفسه»، مشيراً إلى أن حرب تموز «ليست سوى نموذج لأمور أسوأ ستحدث، إن لم نتوصل إلى اتفاق».
وجدد الملك الأردني التأكيد على موقفه الداعي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أولاً، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك سيساعد على مواجهة إيران التي قال إنها تطور برنامجاً نووياً. وأوضح أن «المشكلة ليست المشروع النووي الإيراني فقط، لأنه بفضل حماس، نجحت إيران في كسب موقع لها في الموضوع الفلسطيني، ونتيجة لذلك فإن الموضوع النووي الإيراني أصبح ذا شأن أكبر، وإذا بدأنا في دفع العملية السياسية فسيتقلص تدخلهم في الموضوع الفلسطيني».
وخاطب عبد الله الإسرائيليين قائلاً، رداً على سؤال عن العلاقة بين إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي والتهديد النووي الإيراني، إن «جميعنا في قارب واحد، وجميعنا سيدفع الثمن وأمن ومستقبل الأردن مرتبط بشكل عميق بمستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين وفشلنا هو فشلكم والعكس صحيح».
وحول ما ستقدم عليه الدول العربية في ظل امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية، قال عبد الله إن «القواعد في الموضوع النووي قد تغيرت في المنطقة كلها.. بعد الصيف المقبل سيقول الجميع إنهم يريدون (حيازة) سلاح نووي، لذلك تغيرت إرادتنا. فالمصريون يتطلعون لبرنامج نووي خاص بهم ودول الخليج أيضاً.. ونحن أيضاً نريد إنشاء برنامج نووي لغايات سلمية خاصة بنا وقد بحثنا في ذلك مع الغرب».
ولاحظت «هآرتس» أن الملك عبد الله لم يفوت فرصة، طوال المقابلة، كي يشرح تأييده لأولوية المسار الفلسطيني على المسار السوري، موضحاً أن «سوريا تثير أهمية كبيرة في الرأي العام الإسرائيلي، لكن إذا أردتم أن تحصلوا على الضمانات التي تريدونها من أجل مستقبل آمن، يجب تجديد العملية في مقابل الفلسطينيين أولاً». وشدد عبد الله على «أن المحور المركزي هو دائماً القضية الإسرائيلية ــ الفلسطينية ويجب وضع الآخرين في المرتبة الثانية من حيث الأولوية، لكن ليس بفارق كبير». وعلل ذلك بعدم وثوقه أبداً «بنجاح المسارات الأخرى إن لم يكن هناك نجاح في المسار الفلسطيني».
وقال عبد الله إن «مستقبل إسرائيل بالنسبة لنا لا ينحصر فقط بالحدود مع الأردن وسوريا ومصر، فلو كنت مكانكم لأردت أن أكون مقبولاً بترحاب من المغرب على المحيط الأطلسي وحتى عُمان على المحيط الهندي، هذه ستكون جائزة لإسرائيل لكنها منوطة بثمن، هو مستقبل الفلسطينيين».