علي حيدر
جيش الاحتلال يؤكد «تعافي» حزب الله واستمرار «تدفق السلاح» إليه

دعا رئيس حزب «الليكود» الإسرائيلي المعارض بنيامين نتنياهو، في افتتاح مؤتمر هرتسليا أمس، إلى إسقاط حركة «حماس» «لإفساح المجال أمام وصول قوى فلسطينية أكثر اعتدالاً»، مطالباً دول العالم بالضغط اقتصادياً على إيران من دون انتظار مجلس الأمن الدولي «لدفع الشعب الإيراني إلى معارضة سياسة رئيسه» محمود أحمدي نجاد، في وقت أكد رئيس وحدة العلاقات الخارجية في شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي العميد أودي ديكل «تعافي» حزب الله من آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، مشيراً إلى أن «تدفّق السلاح إليه عبر سوريا متواصل».
وقال نتنياهو، خلال كلمته في المؤتمر: «يجب السعي إلى إسقاط حركة حماس من الحكومة، واعتباره هدفاً مركزياً لإسرائيل، لا ادارة مفاوضات ولا القيام بتنازلات جديدة»، مبرراً ذلك بأنه فقط عبر هذا الهدف «يمكن صعود قوى أكثر اعتدالاً من صفوف الفلسطينيين»، وفي الحالة هذه يمكن إسرائيل أن «تفتح معهم علاقات سلام وحسن جوار، على قاعدة الأمن، والتبادلية والتخلي عن هدف القضاء على الصهيونية».
وأضاف نتنياهو انه إذا لم يتحقق هدف اسقاط «حماس» «فلا ينبغي الاستجابة لتنازلات تتم في ظل خطط سياسية، تهبط علينا صباحاً ومساء من كل وزير ونائب وزير في هذه الحكومة». وتطرّق نتنياهو في هذا السياق إلى خطة التجميع التي كان يتبناها رئيس الوزراء إيهود أولمرت. وقال: «من الصعب أن نصدّق أننا نسمع حتى اليوم عن استمرار الإعداد لخطة التجميع التي ستؤدي فقط إلى تقريب مواقع إطلاق الصواريخ إلى غوش دان».
وقوّم نتنياهو، ضمن كلمته في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، الانسحابات الأحادية السابقة على أنها «قادت إلى تعزيز قوى الإسلام الراديكالي وصعودها، وتقريب مواقع إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الاسرائيلية»، مشيراً إلى أنه رغم ذلك «يوجد حتى الآن من لم يتعلم شيئاً؟».
وتوجه نتنياهو، خلال كلمته، الى قادة العالم «الذي لم يمنع محرقة اليهود»، ودعاهم الى المبادرة العملية ضد التهديد الإيراني. وقال إن على العالم «أن يمتنع عن الاستثمار في ايران من أجل منع إبادة شعب»، وبأنه «ينبغي القيام بنشاطات تهدف إلى نزع الشرعية عن النظام الإيراني».
ورأى نتنياهو أن «من الممكن تجنيد جهات دولية من أجل محاكمة الرئيس الايراني» محمود أحمدي نجاد، مشدداً على انه «لا حاجة لانتظار الأمم المتحدة من أجل فرض عقوبات فعالة، هذا إذا حصل أمر كهذا». وذكر بتجربة تجند منظمات وشركات تجارية في دول مختلفة، قبل سنوات، ضد نظام الابارتهايد في جنوب افريقيا، داعياً الى «جهد منسق وشديد من اجل دفع عملية مشابهة ضد نظام الابادة الجماعية في ايران».
وطالب نتنياهو بأن تقود إسرائيل النشاط ضد إيران من خلال تحريك الجهات المؤثرة في الولايات المتحدة مثل الرأي العام اليهودي وغير اليهودي، ووسائل الإعلام الأميركية ومجلسي الشيوخ والنواب والبيت الأبيض والجهات الاقتصادية العملاقة، مشيراً إلى أنه «من اللحظة التي تبدأ فيه كرة العقوبات بالتزايد، فإن فاعليتها ستكون اقسى على ايران وسيضطر الشعب الايراني الى إجراء حساب للنفس».
وتحدث رئيس وحدة العلاقات الخارجية في شعبة التخطيط في الجيش الاسرائيلي، في المؤتمر نفسه، قائلاً: «شُغلنا في الاشهر الاخيرة باستخلاص العبر من حرب لبنان من اجل مواجهة التهديدات المستقبلية». واضاف ان «العالم المعتدل موجود في حالة خوف، وتوجد في البيئة الاستراتيجية حالة متزايدة من عدم الاستقرار. نحن نسأل انفسنا: هل ستنجح حماس في استهداف اشدود؟».
وتطرّق اودي ديكل الى التهديدات الصادرة من الجبهة الشمالية، قائلاً: «ان حزب الله تعافى، وعمليات تهريب السلاح من سوريا الى لبنان متواصلة، على عكس اتفاق وقف النار الذي تم بوساطة الامم المتحدة».
وأضاف ديكل ان «العام 2007 هو عام اعداد الجيش لمواجهة التهديدات المستقبلية»، مشيراً إلى أن من المواضيع المطروحة على جدول اعمال المؤتمر «تعزيز الاهلية، ومنظومة الاحتياط، وتعزيز قدرة الردع كموضوع مركزي»، وأن «مواضيع القدرة النووية، وامكان ان تنفذ سوريا مسار هجومي ضدنا، ومشكلة المخربين الانتحاريين» تقف في خلفيتها.
وعلى مستوى الاستخبارات، كشف ديكل ان «إحدى العبر الاساسية هي تعزيز الجهاز (الاستخباراتي) ومركزته»، موضحاً انه من اجل «استنفاد القوة النارية، ينبغي ان تكون لدينا استخبارات تستطيع تحديد الاهداف، سواء في المحميات الطبيعية او في البيئة المدنية». ووفقا لكلامه، «يحتاج الجيش الى قدرة جمع معلومات في الحالات العادية وفي حالات الطوارئ، لذلك عليه أن يعزّز الاستخبارات الايجابية من مستوى القيادة وحتى المستويات الميدانية».
ولدى تطرقه الى مستوى ردع الجيش الاسرائيلي، قال ديكل إن «علينا الانهماك بحروب الغد على قاعدة العبر، لا الاستعداد لحروب الامس».
يُشار الى ان مركز هرتسليا المتعدد المجالات يعقد مؤتمراً سنوياً يتناول فيه المواضيع والتحديات والتهديدات الاساسية التي تواجهها اسرائيل. وتتمحور مواضيعه في هذه السنة حول «توازن مناعة دولة اسرائيل». وتشارك فيه شخصيات عامة واكاديميون ورجال اقتصاد، سيتوالون على القاء كلماتهم على مدى الايام الاربعة المقبلة، وبينهم رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير المالية ابراهام هيرشزون ونائب رئيس الحكومة شمعون بيريز.
ويتسم هذا المؤتمر بأهمية بالغة لكون الخلاصات التي ينتهي إليها يمكن ان تشكل دليلاً وقاعدة لتحرّك الحكومة في السنة التالية، ولأنه يشكل مناسبة يعلن فيها عادة القادة الاسرائيليون مواقف سياسية هامة، كما فعل رئيس الوزراء السابق ارييل شارون عندما اعلن للمرة الاولى في عام 2005 خطة فك الارتباط في قطاع غزة.


يجب أن تقود إسرائيل النشاط ضد إيران من خلال تحريك الجهات المؤثرة في الولايات المتحدة مثل الرأي العام اليهودي وغير اليهودي، ووسائل الإعلام الأميركية ومجلسي الشيوخ والنواب والبيت الأبيض والجهات الاقتصادية العملاقة. ومن اللحظة التي تبدأ فيها كرة العقوبات بالتزايد، سيضطر الشعب الإيراني إلى إجراء حساب للنفس