يحيى دبوق
رأى المدير الحالي لمعهد السياسة والاستراتيجية التابع للمركز المتعدد المجالات في هرتسيليا، عوزي اراد، في مقابلة أجراها معه موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» على الإنترنت أول من أمس، أن استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس «حدث حزين لإسرائيل وللمؤسسة العسكرية الإسرائيلية»، معتبراً أنها «تعبّر عن شعوره بالمسؤولية الواضحة عن حالات فشله الخاصة في قيادة الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة» على لبنان.
وردّاً على سؤال عن إمكان أن تعمد اسرائيل الى تجديد تحالفها مع مسيحيي لبنان «في أعقاب ظهور الضعف الإسرائيلي في الحرب الأخيرة»، قال أراد «بإمكان إسرائيل أن تستفيد من أي فئة تواجه الإرهاب الإسلامي، بل إن وضع اليد على الطائفة المسيحية في لبنان يمكن أن يؤدي الى تفكيك حزب الله، وهو أمر مرغوب فيه. لكن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع (رئيس التيار الوطني الحر العماد) ميشال عون».
وعبّر اراد، الذي شغل سابقاً منصب رئيس قسم الأبحاث في الموساد الإسرائيلي، عن عدم تفاؤله بتأثير التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي شددت فيها على أن سياسة الإدارة الأميركية هي تشجيع المعتدلين في المنطقة لمواجهة المتطرفين. وقال إن «سوريا وإيران وحزب الله ليسوا بالتأكيد متأثرين بتصريحاتها، ولن يعدلوا عن مواقفهم، لكنني في الوقت نفسه أقدر كلام رايس».
وتطرق اراد الى إمكان تجدّد الحرب على الحدود الشمالية مع لبنان في ضوء إعادة تسليح حزب الله وتزوّد سوريا بأسلحة مضادة للطائرات، فقال إن «ذلك يعدّ وضعاً صعباً لإسرائيل، وعلى الجيش الاسرائيلي أن يستعد لاحتمال كهذا، مع أمل أن يعيد الجيش العمل بعقيدته العسكرية القديمة ويشحذ قدراته، ليس بهدف سحق حزب الله فحسب، بل أيضا هزم الجيش السوري في ضوء إمكان تورطه في الحرب» المقبلة.
وأعرب اراد عن أمله في أن تحتفظ اسرائيل بالسيطرة الكاملة على مرتفعات الجولان السوري المحتل، مشيراً الى أنه و«العديد من المسؤولين الاسرائيليين، يرون وجوب بقاء السيطرة الاسرائيلية على الجزء الغربي من الجولان، بما يضمن المحافظة على وجود غالبية السكان فيه، والبقاء على المرتفعات والسيطرة على المنطقة، اضافة الى منطقة أمنية تمتد الى بضعة أميال الى الشمال والجنوب من خط المياه».
ورأى اراد أن «الاحتلال ليس جوهر المشكلة مع الفلسطينيين، رغم أنه يجري استخدامه كذريعة للحروب»، مضيفاً إن «العداوة موجودة قبل عام 1967، واسرائيل عرضت الانسحاب من أكثر من 90 في المئة من الضفة الغربية في مقابل السلام، لكن التخلي عن الضفة الغربية من طرف واحد من دون تنازلات متبادلة من جانب الفلسطينيين، مثل قبول وجود اسرائيل ومحاربة الإرهاب، سيتسبب بتجدد الإرهاب».
وأعرب اراد عن أمله في أن تتمكن الإدارة الأميركية من منع تحول إيران الى دولة نووية من دون عمل عسكري، وذلك من خلال وسائل أخرى كالعقوبات الفعالة. وقال «إلا أن التهديد بعملية عسكرية باعتبارها محاولة أخيرة، يمكن أن يفيد في هذا الاتجاه. لكن إن فشلت الجهود المبذولة، فأتمنى ان تنشّط الولايات المتحدة هذا الخيار، رغم أني غير متأكد من ذلك».
ورأى أراد أن «منطلقات ايران لإنتاج سلاح نووي متعددة، بعضها يتعلق بالهيمنة والنفوذ في المنطقة، وبعضها يتعلق بدوافع دفاعية»، لكنه شدد على عدم الاستناد الى السياسات المبنية على ا لفرضيات المتفائلة، فالتهديد يتكوّن من «استخدام مقصود او خاطئ ناتج من خطأ في الحسابات والتقديرات» للسلاح النووي.