strong>سيطر العدوان الإسرائيلي على لبنان والمخاوف من برنامج النووي الإيراني على أعمال اليوم الثاني لمؤتمر هرتسيليا السنوي السابع
برزت خلال اليوم الثاني من مؤتمر هرتسيليا دعوة رئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الدفاع اللواء في الاحتياط عاموس جلعاد إلى القيام بكل شيء لدعم السلطة الفلسطينية والحكومة اللبنانية، بما فيها الخطوات العسكرية، لإضعاف «حماس» وحزب الله، فيما عبّر نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز عن شكره للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «لأن إسرائيل تستخلص العبر» من المواجهات التي جرت خلال عدوان تموز، وللرئيس أحمدي نجاد لأنه بسبب سياسته اتحد العالم ضد إيران.
ورأى عضو الكنيست اللواء في الاحتياط متان فيلنائي (حزب العمل) «أننا (في إسرائيل) أمام سؤال صعب جداً لا أملك جواباً عليه، كيف يمكن لجيش مُدرب ومجهز، يعرف لبنان كراحة يده، أن لا ينجح في تحقيق الأهداف؟»، مشيراً إلى أن العناصر الرئيسية للفشل «تتركز على موضوعين مركزيين: المستوى القومي والمستوى العسكري».
ورأى فيلنائي أن «على المستوى القومي، ثمة عيوباً تشوب عملية اتخاذ القرارات. ففي الدولة التي تقوم على أساس المجتمع لا يوجد نموذج مماثل. لا يوجد أي أسلوب واضح لمعالجة التهديدات، التي يتعين علينا مواجهتها. ففي إسرائيل يوجد مجلس الأمن القومي، لكننا لم نسمع عنه شيئاً خلال الحرب. لذلك، ثمة ضرورة فورية لبناء منظومة لاتخاذ القرارات القومية».
أما على المستوى العسكري، فرأى فيلنائي أنه «يتعيّن علينا تعزيز الذراع العسكرية. فالجيش بنى طريقة لاتخاذ القرارات بمساعدة المعهد الإسرائيلي للديموقراطية، وتحليل التهديدات، وعرض الاحتمالات واعتبارات اتخاذ القرار».
ولاحظ فيلنائي أن ثمة أمراً لا يتحدث عنه أحد هو «السياسة في الجيش»، داعياً إلى إخراج السياسة من المؤسسة العسكرية. وشدد على أنه «كان لدى الجيش خطة عمل ممتازة لحرب لبنان»، التي سمّاها أنها «حرب سابقة وليست الأخيرة».
أما عاموس جلعاد، فلفت إلى أنه لا يوجد أي خلاف اليوم على حقيقة أن إيران تسير على طريق امتلاك السلاح النووي، وأن فرض العقوبات عليها لن يُغير شيئاً، محذّراً من أن أمام إسرائيل عامين أو ثلاثة قبل أن تمتلك إيران السلاح النووي، الذي سيكون له، برأيه، تأثيرات على الشرق الأوسط عبر تأمين مظلة تقيم تحتها حلفاً يشكل تهديداً لإسرائيل.
واعترف جلعاد بأن «ارتداع إسرائيل عن القيام بعملية ضد حزب الله حصل جراء الصواريخ البعيدة المدى. وبالنسبة للفلسطينيين يوجد النموذج ذاته: حماستان». وبعدما تساءل عما يجب على إسرائيل أن تفعله، قال: «ثمة فرص يجب استغلالها. للمرة الأولى يوجد قاسم مشترك بين إسرائيل والعالم العربي، ودعا إلى تعزيز العلاقات مع الأردنيين، السعوديين والمصريين على أساس تصور للتهديد المشترك».
ورأى جلعاد أنه «آن الأوان لعمل كل شيء من أجل تعزيز السلطة الفلسطينية ولبنان، بما في ذلك القيام بخطوات عسكرية لإضعاف حماس وحزب الله».
وركّز وزير المواصلات شاوول موفاز على إيران والرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي رفض وصفه بالمجنون، لكنه قال إنه «يتحرك بدافع أيديولوجية متطرفة، وهو مصمم على تنفيذ مهمته». وأضاف أن «الرئيس الإيراني، منذ أن تولى كرسي الرئاسة قبل سنة ونصف السنة، يواصل عربدته المتطرفة ضد إسرائيل والولايات المتحدة والغرب».
وتحدث موفاز عن الإخفاقات في الحرب الأخيرة على لبنان، وقال: «لقد رأينا في السنوات الأخيرة عمل عناصر الاستخبارات، التي تمكّنت من رسم صورة واضحة عن حجم الأسلحة الاستراتيجية التي يجري تحضيرها في جنوب لبنان». وتابع أن عناصر الاستخبارات ذاتها تحذر اليوم من أن إيران جدّدت عملية نقل الوسائل القتالية، «وهو الأمر الذي يتطلب الإعداد للرد عليه بالشكل المناسب».
وحذّر رئيس الأركان الأسبق موشيه يعلون من «أن تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لن يؤدي إلى الاستقرار في الشرق الأوسط». وتابع: «إن الضغوط الدولية على إسرائيل لحملها على التنازل عن أراض لن تؤدي إلا إلى تعزيز تهديد الجهاد (العالمي) الذي تقوده إيران اليوم وتشجيع (الجهاديين) على مواصلة الهجمات على إسرائيل والغرب».
وقال يعلون إن انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط مرده إلى النظام الإسلامي الإيراني الذي يدعو إلى «مواجهة بين الغرب والإسلام المتطرف».
وتناول نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز سلسلة مواضيع داخلية وخارجية عبّر خلالها عن تفاؤله بخصوص مستقبل إسرائيل. وقال: «أنا ممنون لنصر الله وأحمدي نجاد. بالنسبة لنصر الله أشكره لأن إسرائيل تقوم بعملية استخلاص العبر من الأحداث» التي جرت إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، ورأى أن «الرئيس نجاد يقوم بعمل مدهش، لأنه من دونه لم يكن العالم ليتحد» ضد إيران.
ودعا بيريز إلى عدم التأثّر بالتنبؤات المتشائمة بخصوص الموضوع السوري، مشيراً إلى أن «سوريا لن تخرج للحرب ضد إسرائيل». وأضاف أن «الولايات المتحدة تعتقد أنه ينبغي أن يحكم في لبنان (رئيس الحكومة فؤاد) السنيورة، وهي لا تستطيع أن تسير باتجاه سوريا في الوقت الذي تعزز فيه الأخيرة حزب الله وتؤمن الرعاية (لرئيس المكتب السياسي) خالد مشعل».


بيريز يرى ثلاثة معوقات للحل الفلسطيني