محمد بدير
أطلق ضابط إسرائيلي رفيع المستوى أمس صرخة اعتراض وانتقاد للمؤسسة السياسية في إسرائيل التي «تكبل أيدي الجيش» قبالة حزب الله وإعادة تسلحه، محذراً من أن «إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً» إذا أعاد الحزب ترميم منظومته العسكرية.
وفي محاولة وصفت بأنها دفاع عن الجيش وإلقاء المسؤولية على المستوى السياسي في إسرائيل، بعدما تلقت المؤسسة العسكرية سيلاً من الاتهامات «لوقوفها مكتوفة الأيدي أمام حزب الله طوال السنوات الماضية» التي سبقت العدوان الاخير على لبنان، قال الضابط الرفيع المستوى لصحيفة «معاريف» إنه بعد انتهاء تحقيقات الحرب واستخلاص العبر، يجب القول إن «المستوى السياسي هو الذي كبّل أيدي الجيش الإسرائيلي بشأن مسألة تسلح حزب الله في لبنان (سابقا)، وهذه هي مشكلتنا الأساس اليوم».
وانتقد الضابط المستوى السياسي «الذي لا يتبنى موقفاً حاسماً في موضوع إعادة تسلح حزب الله، الذي يجري بواسطة شاحنات تمر من سوريا إلى لبنان، وهي محملة بكثير من الاسلحة».
وشدد الضابط على أن حزب الله يواصل محاولاته الحثيثة لإعادة بناء منظومته الصاروخية التي «تضررت بشكل كبير خلال الحرب»، لكنه يعترف بأن الحزب عاد تقريباً «ورمّم نفسه، وإذا ما استنكفت إسرائيل عن معالجة المسألة، فستكون لذلك انعكاسات خطيرة مستقبلاً وسندفع ثمناً باهظاً».
وذكّرت الصحيفة بأقوال الضباط في الجيش الإسرائيلي الذين دافعوا عن سلوك المؤسسة العسكرية حيال حزب الله في الفترة التي سبقت الحرب الاخيرة، والتي شددت على أن «سياسة ضبط النفس التي تم الالتزام بها (سابقاً) هي بأمر من المستوى السياسي، الذي طالب بتوفير الهدوء لسكان الشمال وعدم الإضرار بازدهار السياحة» في المنطقة الشمالية.
وأعادت «معاريف» نشر ادعاءات لدبلوماسيين غربيين في بيروت بأن «التقديرات الإسرائيلية التي تفيد بأن حزب الله رمّم قدرته الصاروخية هي تقديرات متدنية جداً، ذلك أنه راكم منذ نهاية الحرب أكثر من 20 ألف صاروخ قصير المدى، وهي كمية مشابهة لتلك التي كانت في حوزته قبل الحرب» الاخيرة.