يحيى دبوق

على الرغم من أن النقاش السياسي والجماهيري حول مسألة العلاقات مع سوريا قد غاب عن واجهة العناوين في إسرائيل، إلا أن ثمة محافل عديدة لا تزال تنشغل بوجود أمل سياسي. ولهذه الغاية، تداعت في الآونة الأخيرة مجموعة من الشخصيات الأمنية الرفيعة السابقة، ومثقفين وأكاديميين ضمن ما يُسمى «منتدى السلام مع سوريا». وقام هؤلاء بإعداد وثيقة تدعو رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إلى «الإصغاء» للإشارات الآتية من دمشق، والجمهور الإسرائيلي إلى القيام «بالخطوة الوطنية» والانضمام اليهم.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى جاء ثمرة لقاءات سابقة بين إسرائيليين ومحافل وسيطة من بريطانيا والولايات المتحدة. ومن بين الشخصيات العامة التي أدت دوراً في نقاشات المنتدى يمكن الإشارة إلى الأديب سامي ميخائيل، ورئيس الأركان والوزير السابق أمنون ليفكين شاحاك، والرئيس السابق للشاباك يعقوب بيري، والبروفيسور يورام بيري.
وبحسب صحيفة «معاريف»، فقد أعد أعضاء المنتدى وثيقة مشتركة تقوم اساساً على تقدم محادثات السلام مع سوريا. ومما جاء فيها: «نحن نعتقد بأن الوقت قد حان للاستجابة بجدية للإشارات الآتية من سوريا». واشارت الوثيقة أيضاً إلى أنه سوريا اعتُبرت في السابق «عدواً شديد العناد والتصميم»، لكن اليوم، «بعد الحروب والنزاعات المريرة، تأتي إشارات تعكس رغبة في فتح صفحة جديدة، صفحة من الصلح من اجل تسوية سياسية».
وبالنسبة للأصوات المعارضة للتفاوض مع سوريا، يكتب أعضاء المنتدى أنه «قبل السلام مع مصر، برز أيضاً معارضون شديدون لهذه الخطوة، لكن في نهاية الأمر نرى أن السلام مع كبرى الدول العربية لا يزال صامداً، على الرغم من الهزات القوية التي ضربت المنطقة».
وبحسب ادعاء أعضاء المنتدى، فإن تجاهل المبادرة السورية سيشكل «مغامرة عديمة المسؤولية حول مصير دولة إسرائيل». ويقول هؤلاء إنه «انطلاقاً من القلق لأصل وجودنا، وانطلاقاً من القلق على الجيل المقبل والأجيال المقبلة، يتعين علينا إعادة النظر في الأسلوب، الذي بموجبه ستكون الحدود السورية حدوداً للعداء والحروب بشكل دائم».
وتحمل الوثيقة رسالة حاسمة: «نحن ندعو حكومة إسرائيل، ومن يرسم السياسة بيننا، إلى الإصغاء للأصوات الآتية من دمشق، إذ إن ثمن السلام أقل بكثير من الثمن المر والمدمر للحروب».
وبحسب «معاريف»، يحاول أعضاء المنتدى إحداث التغيير على صعيد الوعي، انطلاقاً من المستويات الدنيا، على قاعدة أن الجمهور الواسع مدعو أيضاً للتجنيد «كلنا ملزمون بالقيام بالخطوة الوطنية، وبمحاولة تفكيك ألغام الكراهية، العداوة والحرب المزروعة بيننا وبين سوريا».