محمد بدير
بيرتس يهاجم تناوله مواضيع «لا علاقة» له بها

انتقد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس كتلة «إسرائيل بيتنا»، افيغدور ليبرمان، القيادة السياسية الإسرائيلية لعدم بدئها بالاصلاح في جيش الاحتلال بعد العدوان على لبنان، واتهمها بأنها مشغولة بلجنة فينوغراد، وهو ما رد عليه وزير الدفاع عامير بيرتس، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية والمنظومة الامنية بدأتا بتنفيذ التوصيات بوتيرة متسارعة، فيما رأى رئيس الوزراء ايهود اولمرت، ان نجاحات تحققت خلال العدوان على لبنان، وإن أقر بوجود حالات فشل.
وقال ليبرمان، خلال جولة له مع اعضاء كتلته على الحدود الشمالية مع لبنان، إن «التوصيات التي قدمتها لجان التحقيق فياعقاب الحرب لم تصل حتى الآن الى الميدان». واستمع، خلال جولته، إلى تقرير عن الواقع على الحدود مع لبنان، من قائد هيئة أركان القيادة الشمالية، العميد الون فريدما، ومن قائد الوحدة المركزية للواء الشمالي في الشرطة مناحيم حبر.
ليبرمان حرص على عدم مهاجمة المستوى العسكري، لكنه انتقده. وقال ان «ما اردناه من هذه الجولة هو التحقق من أن العبَر التي استخلصها 50 طاقم تحقيق قد تم تطبيقها على ارض الواقع. لكن ما تبين انها لم تصل الى الميدان».
وتعهد ليبرمان أن يطرح هذه المواضيع «على طاولة الحكومة وفي جلسة المجلس الوزاري المصغر، وأيضاً في لجنة الخارجية والامن» التابعة للكنيست، مشدداً على انه لا يمكن «ان يستمر الوضع القائم».
في المقابل، رد بيرتس على اتهامات ليبرمان قائلاً «لقد بدأت المنظومة الامنية والجيش الاسرائيلي خطتهما الشاملة لتنفيذ العبَر في العام 2007، بوتيرة متسارعة». وقال انه من الافضل «لليبرمان الا يتسبب بأضرار في مواضيع لا علاقة له بها».
وانضمّت جهات عسكرية في الجيش الاسرائيلي الى بيرتس في انتقادها تصريحات ليبرمان، وأكدت أنه من غير المناسب لوزير انتقاد ادارة الجيش، وخصوصاً في اليوم الذي كشف فيه الجنود نفقين حفرهما حزب الله.
وفي الاطار نفسه، رأت جهات امنية أن كلام ليبرمان لا يستند الى اي اساس. وأكدت ان الجيش لم ينتظر التحقيقات وبدأ استيعاب العبر بشكل مواز لإدارتها.
في هذه الأثناء، عقد رئيس الحكومة ايهود اولمرت لقاءً مع منتدى هيئة الاركان العامة للجيش، استمر لمدة خمس ساعات وجرى خلاله نقاش بشأن خلاصة التحقيقات العسكرية في العدوان الاخير على لبنان، أكد فيه انه «كانت هناك نجاحات في الحرب، وينبغي أن نهتم بألا تتكرر حالات الفشل». وأوضح ان هذا النقاش بشأن عبَر الحرب «هو الاول وبالتأكيد لن يكون الاخير».
وشدد اولمرت على أن الامر الاهم هو أن التحقيقات لن تضعف الجيش حتى لو كان جزء منها يتناول حالات الفشل التي انكشفت خلال الحرب، «وينبغي ان نستخلص العبَر ونرصد الموارد الكبيرة والاقتصادية من اجل ألاّ تتكرر حالات الفشل».
وشكا خلال اللقاء بعض اعضاء هيئة الاركان من أن مفاهيم النصر والهزيمة فقدت قيمتها، وأن الصراع حالياً يدور حول الصورة وما يظهر في وسائل الإعلام.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أولمرت حاول أن يعدل من صورة الواقع بالاتجاه الذي يظهر الحرب كما لو انها حققت اهدافاً مهمة بالقول «لو قال شخص ما في 11 تموز (اليوم الذي يسبق بدء العدوان على لبنان) انه خلال 6 اشهر لن يحمل رجال «حزب الله» الاسلحة على طول المواقع الحدودية، وأنه سيكون بدلاً منهم 15 الف جندي من الجيش اللبناني، معززين بقوة متعددة الجنسيات، وأن الحدود ستكون هادئة ومن دون اية حادثة طوال هذه المدة، لقالوا عنه مجنون، لكن الحقيقة ان هذا ما حدث».