علي حيدر
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن إسرائيل لن تسمح للعالم بالتهرب من مواجهة إيران التي رأى أنها تشكل خطراً وجودياً على الدولة العبرية التي قررت تعيين منسق يعمل مع الولايات المتحدة لتقييد حركة الأموال الإيرانية لمنع وصولها إلى حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، جلسة الحكومة الأسبوعية أمس، بكلمة تطرق فيها إلى الخطر النووي الإيراني على تل أبيب، أكد فيها أن «إسرائيل لن تسمح للعالم بالتهرب من مواجهة دولة تتحدث بصورة خطيرة للغاية وتدعو إلى إبادتها»، مشدداً على «أننا لن نسمح للعالم بأن ينسى مرة أخرى، من خلال اللامبالاة، التهديد الوجودي للشعب اليهودي».
وعلَّق أولمرت، على معرض للرسوم الكاريكاتورية المعادية للسامية يُقام في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قُبيل توجهه لجلسة الحكومة، بالقول إنه «معرض صغير يعرض ظاهرة متعاظمة من العداء للسامية في دول عديدة في العالم تشجع على كره اليهود على مر الأجيال وهو جزء من نضال الشعب اليهودي».
أما نائب رئيس الوزراء شمعون بيريز، فقال من جهته، خلال تجوله في المعرض، إن «العداء للسامية هو مشكلة الأغيار (أي غير اليهود) وهــــذا مرض الأغيار وليس مرضـــنا وعلــــيهم محاربته، وما دام العداء للسامية موجوداً في العالم، فإن العالم سيبقى مريضاً».
من جهة أخرى، ينوي أولمرت تعيين منسق إسرائيلي لدى الأميركيين لمنع تحويل الأموال من إيران إلى «جهات معادية» لإسرائيل، بينها حزب الله وحركتا «حماس» والجهاد الإسلامي.
وقالت صحيفة «هآرتس» إن وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الذي ترأس وفد إسرائيل للحوار الاستراتيجي مع الأميركيين، أبلغ الجانب الأميركي بقرار أولمرت تعيين المنسق، خلال اجتماع عقد في تل أبيب الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «المنسق الإسرائيلي سيتعقب حركة تحويل الأموال من إيران إلى حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى في إسرائيل والأراضي الفلسطينية»، مؤكداً أن «هناك تحويلاً لمبالغ طائلة، ما يستدعي وجود سلطة لمكافحة ذلك».
ورجحت الصحيفة أن يعمل المنسق الإسرائيلي في إطار وحدة كبح تمويل الإرهاب، التي أُنشئت في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ويتركز نشاطها على كشف مصادر تمويل المنظمات الفلسطينية في الخارج وعرقلة وصولها إلى وجهتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة طلبت مساعدة إسرائيل لفهم العمليات الداخلية التي تتم في إيران ومعرفة الجهات التي تؤثر على استقرار النظام الإيراني.
وأضافت أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تطلب خبراء في الشأن الإيراني ومتحدثين للغة الفارسية، وتقدر بأن الاستخبارات الإسرائيلية تملك خبرة وتفوقاً في هذا المجال وتطلب التعلم من الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة إن الوفد الأميركي في «الحوار الاستراتيجي» عرض الخطوات الأميركية الرامية إلى عزل حركة نقل الأموال الإيرانية، ودعم منظمات في المنطقة تصفها كل من إسرائيل والولايات المتحدة بأنها إرهابية، مشيرة إلى أن منظم هذه الإجراءات هو نائب وزير المال الأميركي، ستيوارت ليفي، الذي يجري اتصالات مع السلطات والأجهزة المصرفية في أوروبا «لدفعها إلى مشاركة الولايات المتحدة في مقاطعتها للمصارف الإيرانية».



أولمرت وبيرتس
في خطوة تشكل امتداداً لتساقط قادة العدوان على لبنان، كشف عضو الكنيست، يوئيل حسون، (كديما) أن أولمرت «ينوي في الأسبوعين المقبلين إعادة توزيع الحقائب بين الوزراء، وعلى الأخص في ما يتعلق بـ(وزير الدفاع) عامير بيرتس». وقال: «من الممكن أن تنتقل حقيبة الدفاع إلى كديما، ومن الممكن أيضاً أن تبقى مع حزب العمل، ولكن ما هو واضح، أن بيرتس لن يكون وزير دفاع. كما ستجرى تغييرات في الحكومة بناء على قرار المحكمة في قضية حاييم رامون». وأضاف أن «الغضب والحنق على رئيس الوزراء هو بسبب شخص واحد هو عامير بيرتس».