محمد بدير
قدّم رئيس الأركان المستقيل دان حالوتس أمس إفادته أمام لجنة فينوغراد الحكومية، التي تحقق في أداء القيادة الإسرائيلية خلال العدوان على لبنان. وواجه أسئلة تتعلق بأهليته، بصفته من سلاح الجو، لقيادة المشاة والمدرعات.
واستغرقت الإفادة أمام اللجنة أكثر من سبع ساعات، وصف خلالها حالوتس التسلسل العملياتي لبدء الحرب. وتم تناول قرار عدم استخدام القوة البرية إلا بأحجام محدودة. ونوقشت منظومة العلاقات بين رئيس الأركان ووزير الدفاع ورئيس الحكومة.
وقدّرت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي أن استقالة حالوتس قبل الإدلاء بشهادته حررته من أي التزامات حكومية، وهو ما يمكِّنه من التطرق إلى المواضيع بشكل أكثر اتساعاً، مشيرة إلى أن ذلك قد يكون أحد أسباب استقالته.
وأمام حالة التكتم التي أحيطت بها شهادة حالوتس، عرضت صحيفة «هآرتس» تقديراتها حول ما يمكن أن يكون قدمه أمام اللجنة بالاستناد إلى ما أفادت به جهات مقربة منه، وأشارت إلى أن رئيس الأركان المستقيل أكد أن كل المسارات العسكرية تم تنسيقها مع المستوى السياسي وعُرضت أمامه وتم الحصول على المصادقة المطلوبة، وأن أداءه في الأيام الأولى للحرب استند إلى تفاهمات توقعت أن العمليات العسكرية، التي شملت قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً للأراضي اللبنانية، ستستمر لمدة تتراوح ما بين 72 إلى 96 ساعة، يتم في أعقابها التوصل إلى وقف إطلاق نار وتبدأ مفاوضات سياسية، حتى أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع لم يوجّها الجيش للخروج إلى حرب شاملة في مواجهة حزب الله خلال الأيام الأولى.
وفي ما يتعلق بمسؤولية جيش الاحتلال عن قرار شن الحرب، يقدّر بأن حالوتس أشار إلى أن المؤسسة العسكرية اقترحت، بعد أسر الجنديين، بدائل محتملة على المستوى السياسي، وضع منها اقتراحين في المرتبة الأولى، البديل المتوسط والبديل الكبير. وضم البديل الأخير فقط هجوماً على منظومة إطلاق صواريخ «فجر» الخاصة بحزب الله.
وأشار حالوتس، وفقاً لـ «هآرتس»، إلى أن الجيش لم يقف بوضوح خلف أي من البديلين، ولكنه توقع أنه في كلا الحالتين سيرد حزب الله بإطلاق صواريخ الكاتيوشا. لكن ما حصل أن عامير بيرتس أيد البديل الكبير، الذي تمت المصادقة عليه في الحكومة.
أما في ما يخص عدم المبادرة إلى تنفيذ عملية برية واسعة، فكان حالوتس يرى أنه لم يكن هناك سبب للاندفاع مباشرة في عملية برية كبيرة، لأن عملية كهذه من الممكن أن تؤدي إلى سقوط إصابات كثيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن أنها ستواجه صعوبات. وبهذا الصدد، اعترف رئيس الأركان لاحقاً بأنه أخطأ بعدم التجنيد المبكر لفرق الاحتياط والإعداد للمعركة.