أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، بأن جهود «داعش» الرامية إلى التمدد إلى خارج العراق وسوريا، أشعلت نقاشاً داخل «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، في ما إذا كان يجب توسيع الحملة ضد التنظيم.ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن «داعش قد أرسل مجموعة صغيرة من المقاتلين إلى ليبيا للمساعدة على تنظيم المقاتلين هناك، الأمر الذي يدل على أنه يسعى إلى توسيع الخلافة التي أعلنها».

وفي الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى الحصول على دعم الكونغرس، كإجراء يسمح لها باستخدام القوة ضد «داعش»، فقد برز سؤال ليطرح نفسه، وهو كيف يمكن واشنطن أن تتعامل مع «هذه القضية الحساسة التي ظهرت أخيراً»، ولا سيما أن الحفاظ على «التحالف الدولي» المؤلف من 60 دولة، قد يتطلب منها القبول بتوسيع حملتها، لتشمل المجموعات الإرهابية التي أعلنت، أخيراً، أنها جزء من «الخلافة الإسلامية».
من خلال التقرير الذي نشرته الصحيفة، بدت ليبيا «الخطر الأبرز» في هذا المجال، ما يعني بشكل أو بآخر أن النقاش بين دول «التحالف الدولي» يطاولها أكثر من غيرها. ففي هذا المجال، أشارت «نيويورك تايمز» إلى مصر، مثلاً، «القلقة من جماعة أنصار الشريعة في ليبيا التي تعمل مع داعش، والتي تقدم الدعم المادي لأنصار بيت المقدس الموجودة في شبه جزيرة سيناء».
وفق ما أفاد مسؤول أميركي، فقد أرسل «داعش» أحد «مقاتليه العراقيين البارزين» ــ من ضمن مجموعة من المسلّحين ــ إلى ليبيا، لتوفير الدعم «التقني» لـ«أنصار الشريعة»، التي تضم نحو 5 آلاف مسلح.
إضافة إلى ذلك، إن «المجموعات الإرهابية الموجودة في ليبيا» هي منبع قلق لـ«إيطاليا، التي تستقطب بدورها أكبر عدد من المهاجرين من شمال أفريقيا»، وفق الصحيفة.
كذلك، فقد أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن «أنصار بيت المقدس في مصر، كانت قد أرسلت مندوبين إلى تنظيم داعش في سوريا، للحصول على الدعم المادي والأسلحة، فضلاً عمّا اكتسبته من استقطاب لأعضاء جدد، بمجرّد الإعلان أن سيناء هي ولاية في دولة الخلافة»، وذلك نقلاً عن مسؤولين غربيين اطلعوا على تقارير استخبارية. لكن مسؤولاً أميركياً لفت، في مقابل ذلك، إلى أن «المجموعة تلقت دعماً مادياً من الدولة الإسلامية، إلا أنه ليس بالقدر الذي تريده».
بناءً على ما تقدم، أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن «وزراء خارجية الدول المشاركة في التحالف الدولي قرروا اللقاء، في غضون شهرين، لمناقشة مواضيع، أهمها توسّع تنظيم الدولة الإسلامية».
ولكن من غير الواضح كيف ستتعامل واشنطن مع «طموحات داعش الدولية والمتزايدة»، خلال هذا اللقاء، ذلك أنّ من الممكن أن تعلن أن بعض هذه المجموعات الإرهابية منضوية بشكل كامل تحت لواء «الدولة الإسلامية»، أو قد تعرب عن قلقها، عموماً، من تمدد «داعش»، وبالتالي الحاجة لمواجهته.
(الأخبار)