تتوالى الأنباء عن مسارين إسرائيليين متعارضين، يتمثّل الأول بالحديث الدائم عن استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيام بحملة عسكرية واسعة في قطاع غزة، بذريعة وقف إطلاق صواريخ «القسام» على المستوطنات الواقعة في محيط قطاع غزة؛ ويتمثل المسار الثاني بما تتحدث عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية من استعدادات الوزارات الاسرائيلية، وخاصة وزارتي الدفاع والرفاه، لإجراء عملية إخلاء لمستوطنات تقع في محيط القطاع، وتحديداً سكان سديروت، إضافة الى مستوطنات أخرى، بفعل خطر استمرار تساقط الصواريخ على تلك المناطق.فقد أوردت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، خلال نشرتها الإخبارية المسائية، أن «الهدف هو الاستعداد لوضع تكون فيه هناك حاجة إلى إخلاء بعض سكان المنطقة في أقصى سرعة ممكنة، في حال حصول تصعيد في الحرب وتساقط الصواريخ من القطاع».
وأضافت إن «وزارتي الدفاع والرفاه بادرتا إلى هذه الحملة بالتعاون مع السلطات المحلية في المنطقة، التي قامت بصياغة نموذج أسئلة جديد معدّ لمساعدة السكان على التحرك بسرعة من المنطقة في حالات الطوارئ».
وذكرت المصادر نفسها أن المئات من سكان منطقة سديروت، تلقّوا اتصالات هاتفية في الأيام الأخيرة، طُلب منهم فيها التصريح عن الجهة التي يرغبون في الانتقال إليها، إذا نشأت حاجة إلى ذلك، سواء إلى فندق أو إلى أي منطقة أخرى، أو إلى أقارب يسكنون خارج المنطقة لا تطالها صواريخ «القسام».
وأضافت إن «غالبية السكان الذين تم التوجه إليهم هم ممن ستكون الحرب وبالاً عليهم بسبب أوضاعهم، وخاصة من المسنين والمرضى والمعوّقين والعائلات التي تعيش في ضائقة اقتصادية. وُعلم أن هذه الحملة أدت إلى حالة من الذعر وسط السكان، الذين اعتقدوا أن الحديث هو عن إخلاء فوري».
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر تشرف على هذه الحملة قولها إنه رغم أن الحديث ليس عن سيناريو متوقع حدوثه خلال الأيام القريبة، إلا أن التقديرات تشير إلى أنه سيحصل تصعيد في قطاع غزة. وأضافت المصادر نفسها إن «حرب لبنان الثانية كشفت عن مشاكل خطيرة في عملية إخلاء الجبهة الداخلية، من هنا تأتي هذه الاستعدادات، على قاعدة استخلاص العبر من حملة غايدميك، التي أحرجت المستويات السياسية عندما قام (الملياردير الإسرائيلي أركادي غايدماك) بإخلاء عدد كبير من سكان سديروت بدلاً من أن تقوم السلطات بنفسها بذلك».
(عرب 48)