مهدي السيد
تضمّن التقرير الثاني لرئيس لجنة التحقيق العسكرية اللواء احتياط دورون الموغ أمس انتقادات قاسية لقادة جيش الاحتلال وصولاً الى رئيس الأركان دان حالوتس، الذي أعلن أنه سيتخذ قراره بشأن مضمون التقرير خلال أسبوعين. لكن مصادر عسكرية أشارت الى أن الموغ اكتفى بتوصيف الواقع فاسحاً المجال أمام وزير الدفاع عامير بيرتس لاتخاذ القرار الملائم، بخصوص قادة الجيش.
ويتناول تقرير الموغ خلاصة تحقيقات استمرت أشهراً، وتتصل بإدارة فرقة الجليل والوحدات التابعة لها، والاستخبارات وشعبة العمليات وقيادة المنطقة الشمالية وهيئة الأركان العامة وصولاً الى حالوتس.
وشكلت النتائج، التي توصلت اليها اللجنة، إحدى أهم النقاط الأكثر دراماتيكية في التحقيق حول حرب لبنان الثانية، إذ ذكرت مصادر عسكرية أنه «لم يخرج أحد في الجيش نظيفاً، بمن فيهم كبار القادة»، موضحة أن «انتقادات غير بسيطة وجهت تجاه رئيس الأركان دان حالوتس».
ووفقاً للمصادر نفسها، فقد حدد الموغ سلسلة من حالات الفشل في كل الشُعب التي فحصها، بما فيها هيئة الأركان العامة. ونُقل عن الموغ قوله إن المسؤولية في الجيش «تبدأ بمن يترأسه». وقالت جهات محيطة به أيضاً إن أي تحقيق لا يشير، في نهايته، الى حالات الفشل هو تحقيق غير كامل.
ومع ذلك، فقد اكتفى الموغ بتوصيف الوضع «الذي يمكن أن يشكل مادة للتفكير برسم وزير الدفاع عامير بيرتس». وهو ما يعني أن بيرتس سيقرر مستقبل قادة الجيش، وبينها حالوتس نفسه.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن النتيجة الرئيسية لتقرير ألموغ تتطرّق إلى الإنذار الاستراتيجي الذي قدمه الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء أهارون زئيفي ــ فركش، في نهاية 2005، قبل أن يغادر الجيش بوقت قصير. ويشير هذا الإنذار إلى أن «حزب الله سيواصل محاولات اختطاف جنود خلال عام 2006 في ضوء فشله في اختطاف جنود على طول الحدود عام 2005». وتطرّق الإنذار أيضاً إلى أنّ «تصاعد الضغط السياسي على إيران في سياق تطوير برنامجها النووي من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد في الحدود الشمالية»، انطلاقاً من توصيف الاستخبارات الاسرائيلية لحزب الله بأنه «طابور إيراني في لبنان». وبحسب تقدير الموغ، فإن الجيش الإسرائيلي لم يترجم هذا الإنذار إلى «جدول أعمال صحيح وإلى تخصيص موارد استخبارية على الحدود الشمالية».
وأعلن حالوتس أنه سيتخذ قراراته بشأن تقرير الموغ خلال أسبوعين، وذلك بعد نقاش استمر حوالى سبع ساعات في مبنى قيادة الجيش في تل ابيب.