محمد بدير
قررت منظومة الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي الاستعداد لجملة من سيناريوهات المواجهة الصاروخية، التي قد تجد إسرائيل نفسها فيها سواء على الجبهة الشمالية المؤلفة من لبنان وسوريا، أو الجبهة الشرقية المتمثلة بإيران.
وفي إطار هذا الاستعداد، أجرت المنظومة في الشهور الأخيرة مناورات حاكت فيها هجوماً صاروخياً كثيفاً على إسرائيل من سوريا وإيران.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن قائد منظومة الدفاع الجوي الجديد في الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل ميلو، سيطلب، مع تسلمه منصبه في شهر كانون الثاني المقبل، من قادة الأجهزة التي تخضع لإمرته تقديم خطط تظهر كفاءة المنظومة عموماً لخوض مواجهة محتملة الصيف المقبل مع سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الدفاع الجوي مشغولة بحيوية بالتحضير أيضاً لمواجهة محتملة على الحدود الشمالية، ولمواجهة شاملة مع إيران، وهي تتدرب على سيناريوهات متطرفة تحاكي سقوط صليات صاروخية على تجمعات سكانية داخل إسرائيل.
ونقلت «معاريف» عن مسؤولين رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية قولهم إنه «خلافاً لما ينشر في وسائل الإعلام الغربية، فإن الإيرانيين يملكون كمية محدودة من الصواريخ والمنصات، ولذلك فإن قدرتهم على استخدامها ستكون جداً مقيدة عند تعرضها للإصابة». أما في ما يتعلق بالتهديد السوري، فرأى هؤلاء المسؤولون أن «ثمة احتمالاً ضئيلاً لأن ينجح السوريون في تنسيق صلية صاروخية مهمة تجاه دولة إسرائيل، ذلك لأن الأمر يتطلب مهنية عالية، وهو سيكشف منظوماتهم (الصاروخية) أمام أعين الجيش الإسرائيلي، وهو ما سيؤدي إلى تدميرها».
وأعرب المصدر عن ارتياحه للمستوى الذي كشفت عنه المناورات الأخيرة، إلا أنه شدد على أن هناك حاجة للعمل على «الإعداد الذهني للجنود من أجل مواجهة ضغط الحرب»، موضحاً أن الأمر يتعلق «بصاروخ يتجه نحوك، وأحياناً يفعل الضغط فعله».
وكشف المصدر عن إنشاء «لجنة لصواريخ أرض ــ أرض» مهمتها إيجاد الحلول ودرس النظريات القتالية المتعلقة بالحرب الصاروخية. وأشار إلى أن «حرب لبنان حفزت مسارات تكنولوجية داخل منظومة الدفاع الجوي» ترتبط بالتعاطي مع نوعيات من الأسلحة المستخدمة.
وأوضح المصدر العسكري أن التصور الذي يسعى إليه سلاح الجو هو «شبكة واسعة جداً تربط بين عدد كبير من المنظومات الموجودة اليوم داخل الجيش، والتي تشمل الرادار، ووحدة الرقابة الإقليمية، ورادار الباتريوت، ورادار الحيتس ووسائل أخرى لا يمكن الكشف عنها لأسباب أمنية».
أما بالنسبة للصواريخ قصيرة المدى كالكاتيوشا و«القسام»، التي تمثّل المشكلة الأصعب على المستوى التكتيكي، فإن قائد الدفاع الجوي الجديد، دانييل ميلو، يُعدّ خطة من شأنها، بحسب «معاريف»، تأمين الرد المطلوب، من دون أن توضح الصحيفة ماهية هذه الخطة.
ومعروف أن ثمة العديد من الاقتراحات المتداولة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن الحل المجدي حيال هذا النوع من الصواريخ، ولم تتوصل كل المداولات التي أجريت حتى الآن إلى تحديد رد مجدٍ وعملي على مستوى النتائج المتوخاة.
من جهة أخرى، قرر الجيش الإسرائيلي البدء في تزويد دبابات الميركافا منظومة حماية خاصة ضد الصواريخ المضادة للدروع. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الجيش طلب من شركة «رفائيل» المتخصصة بالصناعات الحربية، تركيب عشرات الوحدات من نظام «تروفي»، المعروف أيضاً باسم «معطف الريح»، على دبابات «ميركافا 4» بحلول نهاية العام المقبل.
وكان جيش الاحتلال قد رفض في الماضي شراء هذه المنظومة لأسباب مالية، حيث يبلغ ثمن الوحدة منها نحو 300 ألف دولار أميركي، إلا أنه عدل عن رفضه في أعقاب عدوان تموز الأخير الذي أسفر عن تدمير عشرات المدرعات بصواريخ المقاومة.
وتعمل المنظومة المذكورة وفقاً لمبدأ «الدرع الردّي»، الذي يقوم بتشخيص الصاروخ في طريقه إلى الدبابة، فيطلق باتجاهه شبكة من الشظايا المتفجرة تتسبب بتفجير رأسه قبل ارتطامه بجسم الدبابة.