strong>يحيى دبوق
أثار قرار وزيرة التعليم الإسرائيلية يولي تامير (حزب العمل) بالتأكد من أن «كل طبعات كتب التعليم المدرسية، التي تظهر فيها خريطة إسرائيل، يظهر فيها الخط الأخضر الحدودي»، عاصفة انتقادات في الدولة العبرية.
ويُلاحَظ أن هذا القرار يأتي بعد مضي أكثر من 13 عاماً على توقيع اتفاقات أوسلو. وبرّرت تامير تعليماتها بأنه «لا يمكن أن نطلب من جيراننا العرب الإشارة إلى حدود 67، في الوقت الذي تمحوها فيه المؤسسة التعليمية لدينا من كتب التعليم ومن وعي الطلاب».
وقالت تامير إنه «من غير الممكن تعلم التاريخ من دون معرفة الحدود». وأشارت الى أن قطاع غزة يعدّ في الكتب الحالية جزءاً من دولة اسرائيل. وأن «الخرائط في أغلب الكتب الدراسية تتجاهل الخطوط الدولية، وأن غزة ما زالت جزءاً من دولة اسرائيل، وهو أمر لا يُحتمل».
في هذا السياق، أشارت صحيفة «هآرتس» الى دراسة أجريت على 6 كتب تعليمية طبعت بعد اتفاقيات أوسلو، حاز قسم منها مصادقة رسمية من وزارة التعليم، أظهرت «أن هناك حجباً للخط الأخضر؛ إغفال مدن عربية، وعدم إظهارها في الخريطة، وعرض مواقع ومستوطنات في الضفة الغربية على أنها جزء لا يتجزأ من الدولة».
ورأى رئيس قسم الجغرافيا والدراسات البيئية في جامعة حيفا، البروفيسور يورام بن غال، أنه سيكون من الصعب تنفيذ تعليمات تامير لأن معظم الكتب المدرسية تصدرها دور نشر خاصة، وبالتالي فإنها لن تتبرع باستبدال الخرائط على حسابها.
في المقابل، أثار قرار وزيرة التعليم ردود فعل غاضبة في اليمين الاسرائيلي. ورأى عضو الكنيست عتنئيل شنيلر(كديما) أن تامير «قد تجاوزت الحدود» وهي بهذا القرار «تلامس أكثر المواضيع حساسية، بشكل سافر» وتتسبب «بشرخ جديد في المجتمع الإسرائيلي».
وأشارت دورنيت تيروش (كديما)، التي شغلت في الماضي منصب وكيل وزارة التعليم، إلى أن القرار «يتجاوز صلاحيات الوزيرة التي لا يمكنها إصدار قرار تكمن فيه انعكاسات سياسية بعيدة المدى بهذا الشكل».
وذهب عضو الكنيست أرييه إلدار (الاتحاد القومي) الى اتهام تامير بأنها «تُدخل السياسة إلى المدارس» وبأنها «تقوّض صورة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي، فضلاً عن كونها ديموقراطية». أما زميله في الكتلة تسفي هندل فرأى من جهته أنه «من المناسب أن تنتقل وزيرة التعليم الى وظيفة مناسبة لسياستها»، كأن تترأس إحدى «المجموعات الهزيلة» من أمثال حركة السلام الآن.