يحيى دبوق
حذّرت إسرائيل أمس من إقدام حزب الله على استغلال عدم الاستقرار في لبنان واستئناف هجماته على طول الحدود، مشددة على أن سوريا وإيران تواصلان تهريب وإمداد الحزب بالصواريخ البعيدة والقصيرة المدى، إضافة إلى وسائل قتالية أخرى عبر الحدود السورية.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصدر في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قوله إن الحدود السورية ـــ اللبنانية تشهد منذ أربعة أشهر شحنات سلاح لحزب الله مصدرها سوريا وإيران، مشدداً على أن معلومات استخبارية جديدة أفادت أن «قوافل الأسلحة التي تعبر الحدود، حملت إلى حزب الله صواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى، إضافة إلى صواريخ متطورة مضادة للدبابات، نُقلت بواسطة السيارات ليلاً».
وقالت الصحيفة إن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقدّر أن يقدم حزب الله على استغلال عدم الاستقرار السياسي الداخلي في لبنان ويشن هجمات على إسرائيل «ليس بالضرورة هجمات كاتيوشا كما حصل في الصيف الماضي خلال حرب الـ34 يوماً، بل إطلاق صواريخ مضادة للطائرات على سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يحلّق فوق لبنان لجمع معلومات استخبارية».
ويرى المصدر الاستخباري أن ما يسمّى «المحميّات الطبيعية التي يموه حزب الله داخلها نظام الأنفاق والمخابئ، لا تزال تعمل في جنوب لبنان، رغم وجود قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية جنوبي نهر الليطاني». وأضاف إن «هذه المناطق معلن عنها كمناطق عسكرية مغلقة، يُمنع على الجيش اللبناني والقوات الدولية الدخول إليها، ويستخدمها حزب الله كمراكز تدريب لعناصره، إضافة إلى كونها مخازن للذخيرة والصواريخ».
وقال المصدر نفسه إن وجود قوات اليونيفيل والجيش اللبناني أجبرا حزب الله على إخفاء سلاحه، لكن «القوة الدولية ليست في الواقع عقبة أمام حزب الله»، مشدداً على أن «انهيار حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة لن يدفع قوات الينونيفيل إلى الخروج تلقائياً من لبنان، لكن على هذه البلدان (المشاركة في القوات الدولية)، ومن ضمنها ايطاليا وفرنسا، أن تقرر ما تريد أن تقوم به».
ويقدّر المصدر أن حزب الله يستخدم فترة ما بعد الحرب لإعادة تأهيل جناحه العسكري، وأن حزب الله سيستأنف عملياته العسكرية ضد إسرائيل عاجلاً أم آجلا، من ضمنها هجمات على المستوطنات في الشمال بالمدفعية والصواريخ، إضافة إلى محاولة اختطاف اسرائيليين على طول الحدود.
في ما يتعلق بسوريا واستئناف المفاوضات معها، رأى المصدر أن الرئيس بشار الاسد سيوافق على عرض إسرائيلي لمعاودة المفاوضات معها لكن «من دون شروط مسبّقة»، وهو ما يرفضه رئيس الحكومة إيهود أولمرت الذي أطلق على دمشق صفة «العضو الأكثر عدوانية في محور الشر». وأوضح المصدر «عدم وجود فرصة للحرب مع سوريا، رغم جهوزية الجيش السوري منذ الحرب في لبنان».