مهدي السيد
معظم الإسرائيليين لا يعتقدون أن وقف النار سيجلب الهدوء إلى المنطقة، لكنهم يعارضون، في المقابل، إعادة احتلال غزة ويعتقدون أن الدولة لا تقوم بأداء دورها. على الأقل، هذا ما أظهره استطلاع الرأي الشهري «مقياس السلام» الذي يجريه معهد «تامي شتاينمتس لأبحاث السلام» التابع لجامعة تل أبيب.
طرح القيمون على «مقياس السلام» السؤال التالي: هل سينجح وقف النار الحالي في جلب الهدوء إلى المنطقة؟»، وكان الجواب أن معظم الجمهور الإسرائيلي ـــ اليهودي (71 في المئة) لا يعتقد ذلك انطلاقاً من الافتراض أن اتفاق وقف النار حاكه الفلسطينيون. والرأي السائد بين هذا الجمهور يفيد بأن إسرائيل وافقت على وقف النار رغم أن معنى هذا الاتفاق هو حصول مفاوضات مع «حماس»، لأن الوسائل العسكرية التي اتبعتها إسرائيل لم تنجح في منع إطلاق صواريخ القسام.
ومع ذلك، ثمة غالبية واضحة ترفض فكرة إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة (57 في المئة)، حتى وإن كان ذلك يشكل الطريقة الوحيدة لوقف النار. في المقابل، أظهر الاستطلاع الحالي أيضاً أنه ثمة تأييد واسع لإدارة مفاوضات مع السلطة الفلسطينية (70 في المئة)، مع أن هناك أقلية من بين الذين سُئلوا يعتقدون أن الاتصالات ستُفضي في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام.
وبحسب الاستطلاع، ثمة انتقاد جارف عابر للمعسكرات السياسية، يوجهه الجمهور اليهودي ـــ الإسرائيلي تجاه الحكومة في شأن طريقة معالجتها لمشاكل مستوطني سديروت وسائر المستوطنات التي تضررت جراء سقوط صواريخ القسام عليها (83 في المئة). وترفض الغالبية (71 في المئة) فكرة إخلاء سكان سيدروت من بيوتهم، حتى لو كان الحديث يدور عن إخلاء الأولاد فقط. وعلى خلفية الانتقاد الموجه إلى الحكومة جراء اخقاقاتها، فإنّه يبدو طبيعياً، بحسب الاستطلاع، وجود أغلبية تؤيد تدخل رجال الأعمال، مثل اركادي غايدماك، في تقديم المساعدة إلى السكان، رغم تباين الآراء إزاء الدوافع التي تحركهم (63 في المئة). لكن على المستوى المبدئي، ثمة إجماع واسع على أن الاهتمام بالقوس الواسع للاحتياجات الاجتماعية يجب أن يكون ملقى على عاتق الدولة لا على عاتق الهيئات المدنية (79 في المئة).
وبالنسبة إلى تقدير أداء المؤسسات الرئيسية، السلطوية وغير السلطوية، من ناحية مساهمتها للمجتمع الإسرائيلي، يميز الجمهور الإسرائيلي بوضوح بين أولئك الذين يكون ضررهم أكبر من نفعهم، وبين من يكون نفعهم أكبر من ضررهم؛ فاستمراراً للمعطيات التي أظهرتها استطلاعات مقياس السلام السابقة وغيرها من الاستطلاعات خلال الأشهر الأخيرة، فإن تقدير الجمهور للمؤسسات السياسية في الدولة غير إيجابي أبداً (69 في المئة) يقدّرون أن مساهمة الأحزاب السياسية تجاه الدولة هي مساهمة سلبية أكثر منها ايجابية، ويقدّر (61 في المئة) التقدير نفسه بالنسبة إلى الكنيست. وثمة مؤسسات أُخرى لم تخرج نظيفة مثل المصارف والحاخامية الرئيسية.
لكن في المقابل، ثمة موقف إيجابي للجمهور تجاه الجيش الإسرائيلي ـــ 78 في المئة يقدّرون مساهمته بشكل ايجابي. كما حظيت الجامعات والمنظمات الاجتماعية بتقدير إيجابي (77 في المئة و71 في المئة على التوالي). وحظيت المحكمة العاليا بتقدير ايجابي من 57 في المئة. لكن المواقف أقل حزماً بالنسبة إلى الشرطة (47 في المئة يقدرون مساهمتها بشكل ايجابي، و44 في المئة بشكل سلبي). كذلك بالنسبة إلى وسائل الإعلام حيث يقدر 44 في المئة مساهمتها بشكل ايجابي، في مقابل 42 في المئة يرون مساهمتها أكثر سلبية.